الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

تروي لتروي




تروى لتروى
نولد لا حول لنا ولا قوة ولا ندرى عن أنفسنا او عالمنا اى شئ ثم تتدرج معرفتنا على مر سنوات عمرنا من الله عز وجل انه لم يسقنا إياها فى جرعة واحدة فيصبح الطفل منا كالرجل كل يعلم ما يعلمه الاخر ويدرى ويفطن لكل الأمور فتصير الحياة لا يحتاج الصغير للكبير ولا ننتظر الجديد ولا تكون هناك براءة الأطفال وسذاجتهم التي نسعد بها ولا اندفاع الشباب ورعونتهم التى نحتاجها أحيانا ولا نسعى للعلم لأننا أخذنا كل المعرفة لذا لانه شاء سبحانه ان تكون الحياة حياة نسعى لنعلم ونعلم لنعمل ونعمل لنعمر وتسير الحياة فكان لابد من ان نعطى المعرفة على جرعات إدراكنا ولا نصل الى لما أراده الله لنا لذا عزيزي من تأملك لكل ما في الحياة تجد انه لا شئ يصل الى الذرة والكمال دفعة واحدة وانما لكل مراحل نموه الزرع الإنسان والكائنات الحية جميعها ومن هنا نأتي إليك فى حياتك وتصرفاتك لو تفحصت ما تفعله وتأملت ردود أفعالك لتتعجب لذاتك ففي كل أمورك لو دخلت عليها بقوة تجدك بقدر قوتك يأتي فتورك ولنأخذ مثال بالطعام هب انك تحب نوع من الطعام و أكلته بنهم شديد فما شعورك تشعر انك لا تريد ان ترى الطعام بعد ذلك وتقل رغبتك فيه ولو انك ترويت فى التهامه لوجدت انك لم تزهده وبإمكانك ان تعود إليه وتمتع به ثانية مثال اخر لك حبيب وحرصت الا تفارقه ولا يفارقك لحظة واحدة وأخذت تنهل من نبع الحب بلا انقطاع ستجد انك تصل الى درجة التشبع وتمل الحبيب لذا يقول المثل الشعبي (ابعد حبة تزيد محبة) مثال اخر على النقيض اذا شعرت ببغض الإنسان واندفعت بكل قوة لإظهار هذا الشعور فتقده ربما للابد فى حين لو تمهلت قليلا وتدرجت فى إظهار شعورك ربما تنبه هذا الإنسان وتغيره بحيث اصبح قريب منك وتكسب إنسان بدلا من ان تخسره وكم يحتاج كل منا لهذا فان تكسب قلب يحبك فهذا اعظم واثمن مكسب فى كل قرار فى حياتك تجد انه كلما ترويت فى اتخاذه كلما وصلت الى أقصى ما يمكن ان يتاح لك منه واهمس لك همسة أخيرة اذا كان كل ما حولك لا ينمو فجأة ولا يولد فلا لحظة حتى الكون وشاء العليم القدير ان يخلق على مراحل وهو قادر على خلقه فى لحظة اذن عزيزي لا تندفع فى مشاعر او قرار حتى لا تفقد ارتواء دائم مقابل إغراق للحظات فتروى لتروى.

هناك تعليق واحد:

  1. نعم لابد من الصبر اشكرك استاذة هناء

    ردحذف