الخميس، 13 نوفمبر 2008


قطرات من الكلمات
عدت من عملي اليوم وقد نما بداخلي غضب منك أتمنى لو أستطيع إفراغه فى وجهك معلنة رفضي لأسلوبك وتمردى على قبول الحياة معك بهذه الطريقة ولا اعلم كيف ارتضيت بها هل لأني أحببتك لا لا لم احبك فقد كنت لى مجرد زوج لائق يحقق لى الكثير مما تمنيته بعقلي وانا بطبيعتي امرأة عملية وطبيعة عملي تجعلني أقيس أمور حياتي بمسطرة كما في عملي تماما فأخذت المقاييس العامة لك عقل ومادة ومكانة علمية واجتماعية وكانت نتيجة المقاييس كيان إنساني منسق ومناسب لي وأنت لم تكن افضل منى واكثر رومانسية بل دخلت الصفقة بمقاييسك وكانت النتيجة بالطبع لصالحى فأنهيتها وتم زواجنا سريعا وكنت سعيدة فطالما لم يشغل القلب يكون الارتباط حدث سعيد لانه يشبع غريزة إنسانية لدى الإنسان مرت حياتنا عادية فى البداية و أنجبت طفل وخرجت للعمل ثانية وكنت فى خلال هذه المدة اقنع نفسي بتعبيرك المادي عن اهتمامك بى وان كنت اشتاق لكلمات غزل وحب طالما سمعتها من غيرك وانا طالبة جامعية ولكنى لم أعيرها اهتمام واشتقت إليها بعد زواجي وخاصة انك لست من قائليها حتى تسرب الى شعور مهين وهو أنى لست امرأة جميلة فى نظرك وقد كانت الثقة تملؤني من كثرة الغزل من الأخريين ولكنى رغم شعوري هذا بالمهانة أقنعت نفسي بأنك رجل عملي ليس لك في كلام الشعراء ولكنك بالطبع تجيد التعبير بالفعل وبالمادة عن حبك واهتمامك فيختفى هذا الشعور و أعود واثقة فى حبك بهذا الشكل راضية بأسلوب تعبيرك هذا وتتذبذب حالتي بين الرضا والرفض ولكنى أعالج حالتي مع ذاتي وبمناقشة الموضوع عقليا مع نفس ولكن اليوم نمى الغضب بداخلي بصورة كبيرة فقد انتقلنا من أسبوع كفريق عمل الى منطقة جديدة وفى خلال هذا الأسبوع تقدم لخطبتي ثلاث رجال كل منهم يمتلك مقومات تجعله فرصة بالنسبة لاى فتاة لم يزد الأمر مع الأول عن شعور بالرضا كأنثى بانى ما زلت مرغوبة وابتسمت بسخرية ومع الثاني عن غرور الأنثى اكثر لانه افاض فى وصف جمالي وجاذبيتي ولكن غضبت من نفسي لأني قد رضى غروري هذا الكلام وعنفت روحي بشدة ولكن كان لسان حالي يقول انه التعطش بداخلي الى كلمة رقيقة وتعبير ووصف جميل لى كأنثى ورغبه فى ان اشعر انى مازلت على عرش الجمال والأنوثة وخاصة انى محرومة من تلك الكلمات من زوجي وأنا مازلت في السابعة والعشرين من عمري وكعادتي محتفظة برشاقتي ونشاطي كبير بطبيعة عملي فلما لا افرح وانا انسانة ولكن هذا الثالث برغم الوصف واعلان الرغبة للزواج منى بقوة الا انه جعلني اغضب بشدة ليس من نفسي فقط لكن اكثر غضبى منك لما تجعلني شجرة ذابلة او مسكن مهجور من الدفء وللحنان لما تركتنى عرضه لاقتحامي فأنا لم أرضى عن ذاتي حينما فرحت بكلمات الغزل او الإعجاب فأنا لم اكن فى سابق عهدي هذه الكلمات بهذا القدر فكيف الان وانا زوجة وام اشعر بتعطشي لها والمفروض ان أتجرعها فى كل لحظة وانا أرى في نفسي انى استحق و أثبتت لى الأحداث هذه الأيام وذلك انا غاضبة الآن منك يا زوجي واريد ان افرغ فى وجهك هذا الغضب و أقول لك تلك الكلمات و أتمنى ان يصلك ما انا فيه وتعي ما يمكن ان اصل اليه لا تتركني كالأرض الظمآنة ولا تترك روحي مهجورة إملاء كياني وعقلي وقلبي بحنانك واهتمامك وكلمات الحب والغزل وشدني ولا تترك غرور الأنثى يشدني إلى حيث لا أتخيل ان انظر حتى إليه فأنا لا أريد الارتواء سوى منك ليتك تشعر بغضبى وظمأى الذي ترويه مجرد قطرات ولكن قطرات من الكلمات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق