الخميس، 13 نوفمبر 2008


لا شئ يدوم
يحدث عندما تصدمنا الأيام بقسوتها أو تغرقنا بالأمل والبهجة أن تتخيل أن لا نهاية لما نحن فيه وينتهى وتأتى قسوة أخرى ويولد أمل أخر وتستمر لعبة الأيام معنا في صعود وهبوط تذبذب فى أحداثها ومشاعرنا تجاهها مر شريط أمامي يحمل ذكريات كثيرة ومتنوعة ومتناقضة ووجدت ان الأيام لعبت معي جميع الألعاب وعشت بها جميع الصدمات تذكرت الفرح القليل والحزن الكثير تذكرت الفراق وشعرت كم هو ملازم لعمري وأحداث حياتي فهو أما فراق في المكان او فى المشاعر او الأفكار او فراق بالموت وهذا أقساها جميعا فأي فراق تشعر معه انه حينما تشتاق لمن افترقت عنه تستطيع رؤيته او حتى السعي الى رؤيته ولكن الفراق بالموت فراق دائم لا رجعة فيه ولا أمل لنهايته مهما تمنينا ومهما كبرت أحلامنا مع من فارقنا كل شيء لا يشفع لنا حتى فى لحظة نحظى بها بجانبه فراق أبدي وكم شعرت آلامه على مدى عمري وتعذبت به سنوات اشعر إنها دهور فالعمر بالحزن والحرمان طويل وليله دائم وان تفيق فى كل صباح على دنيا ليس بها من أحببت فهذا أقسى ما يمكن يشعره محب فان يكون بعيد فهناك أمل ان يعود ان يكون خصام فالسعى لإنهائه وارد ولكن ان لا أمل فى حتى مجرد سماع أخباره فهذا والله مالا أتمنى لاحد ان يشعره ولكن وجدتني برغم كل هذا الحزن في أوقات الفراق أتذكر ولكن الألم ليس بنفس القوة والحزن ليس بنفس العنف ولكن خفت كل شئ واصبحت الأحداث كلها والصدمات جميعها مجرد ذكريات مؤلمة اصبح الفرح ذكرى والألم ذكرى والفراق ذكرى حتى اللهفة ذكرى انتابني شعور بالامبالة ولكن وقفة ونظره إلى الكون وكيف مات الأجداد بكل ما صنعوا ليتركوه للآباء وتركه الآباء لنا وسنتركه لابنائنا ويتركه أبنائنا لأحفادنا تيقنت ان الكون خلق ليتبدل حتى ورق الشجر يسقط ليأتي غيره تتبدل الأشياء حتى التحديث في الأجهزة كل شئ ينتهي ويأتي غيره ليكمل دوره لم تنتهي الحياة بإنسان او حدث او اختراع ولكن تستمر وتتغير هنا وجدت نفسي اشعر واتيقن و أقول حقا لا شئ يدوم الفرح لا يدوم والحزن لا يدوم لا شئ يدوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق