السبت، 28 مارس 2009

مقال للأديبه في جريدة الوطن الكويتيه

أحدث دراسة نقدية عن شعر د.سعاد الصباح
سيدتي :احبك
ثورة أمام أنيني مكتوم,صراخ وهدير أمام همسي المهزوم, وضوح قوي أمام التماسي الستور و صلابة قلمك أمام قلمي المكسور ,تحدي وتصدي أمام انسحابي المقهور.
احبك بقلبي الضعيف وخوفي الكبير كل هذا شعرته عندما قرأت أحدث دراسة نقدية صدرت عن شعرك وكان الاختيار الواعي من شاعر وناقد واع يعرف لمن وكيف يختار فقد حرص د.فوزي عيسي(رئيس قسم اللغة العربية بآداب الإسكندرية) علي إبراز الجوانب المتنوعة في شعر الشاعرة الخليجية د.سعاد الصباح وألقي الضوء برقته المعهودة وعذوبة أسلوبه وتحيزه الجميل للمرأة ألقي الضوء علي موقف الرفض والتحدي الواضح من سعاد الصباح منذ بدايتها في ديوانها الأول (أمنيه) والقصيدة التي تعبر فيها عن واقع المرأة ومعاناتها من الممارسات القهرية التي تمتهن كرامتها وتجعلها أداة تسليه ومتعه للرجل و القصيدة بعنوان (حق الحياة)قالت فيها:
ويل النساء من الرجال إذا استبدوا بالنساء
يبغونهن أداة تسليه ومسألة اشتهاء
ومراوحا في صيفهم ومدافئا عبر الشتاء
وسوائما تلد البنين ليشبعوا حب البقاء
ولعل هذه الأبيات التالية التي اكتبها بقلمي وهي من نظمها هي تعبير عن حالي وحالها وحال كل شاعرة أو أديبه وواقع نظرة بعض الجهلاء لها
قالت المهرة العربية:
يقولون:
إن الأديبات نوع غريب
من العشب..ترفضه البادية
وأن التي تكتب الشعر..
ليست سوي غانيه!!
فحرك هذا الواقع د.سعاد الصباح ورفضته وغضبت وتحدت وأعلنت أن عصر الحريم قد انتهي والعصر الجديد هو عصر المساواة بين الرجل والمرأة وقالت:
لا..لن نذل ولن نهون ولن نفرط في الإباء
لقد انتهي عصر الحريم وجاء عصر الكبرياء
وجلالنا حق الحياة................فكلنا فيه سواء
وهكذا نري قضيه المرأة هي محور اهتمامها فأعلنت د.سعاد الصباح رفضها لقوانين المجتمع ألذكوري الذي لا يري في المرأة إلا جسدا ومتاعا ويغلق في وجهها منافذ الحرية فرفعت راية التحدي واختارت طريق المواجهة فاتصف شعرها بطابع نضالي وروح ثائرة وصار صوتها الإبداعي صوتا مناضلا ومناصرا للمرأة من اجل الحصول علي حقوقها الاجتماعية والسياسية وخاضت معارك عنيفة وتعرضت لهجوم من بعض الأقلام ولكنها واجهت كل هذا بشجاعة وثبات وتحدي واتسق هذا الدور مع دورها البارز في الحياة الاجتماعية وعضويتها في المنظمات النسائية.
وتحول الضوء علي رؤية الشاعرة للحب وكيف أنه حق للمرأة مثل الرجل فمن حقها أن تحب وتعبر عن هذا الحب بأعلى صوت وقد عبرت عن رأيها في مقدمه ديوانها (قصائد حب) قائله:
في هذه المجموعة الشعرية أردت أن أحقق نوعا من ((الاشتراكية العاطفية)) بعيدا عن أي فكر إقطاعي أو قبلي أو احتكاري..وان أسترد حقي الطبيعي كاثني في نقل مشاعري إلي من أحبه دون أي شعور النقص أو الاضطهاد أو بالخروج علي القواعد الأخلاق العامة، فالحب الكبير لم يكن في يوم من الأيام مناهضا للقيم العليا،والأخلاق العامة..إنه حق مشروع لا يختلف عن حق الأمواج في التكسر وحق الرعود في التفجر وحق العصافير في الغناء والزقزقة..فلماذا لا يسمح لي أن أكون موجة أو رعدا أو عصفورة تغني علي نافذة حبيبها دون أن تقتلها بواريد الصيادين؟
هنا تطالب الشاعرة بحرية التعبير بالمساواة بين الرجل والمرأة فهي تؤمن بالحب النبيل الذي يحترم إنسانيتها وأنوثتها وينظر إليها كامرأة لها كيانها وعقلها لا مجرد أنثي تشبع غرائز الرجل.. تؤمن بالحب الثوري الذي يسبح ضد التيار ويحاول أن يغير كل شئ يتسم بالخوف أو السلبية في قواميس الغرام فهي عندما تحب تتجاوز حدود العلاقة لتدخل في حاله حب مع العالم كله وتشعر أن العالم كله وطنا لها فتقول:
حين أكون بحاله عشق
أشعر أن العالم أضحي وطني
وبإمكاني أن اجتاز البحر
وأعبر آلاف الأنهار
وبإمكاني
أن أتنقل دون جواز
كالكلمات ...وكالأفكار
ويتجول د.فوزي عيسي بين أشعار النخلة العربية د.سعاد الصباح ويتنقل مابين رؤية الشاعرة للحب وخطاب العشق ليدها حيث يتسم خطاب العشق عند الشاعرة بالجرأة ولا حدود له من حيث البوح والتعبير عن المشاعر والأحاسيس الداخلية..
خطاب يجعل المرأة شريكا للرجل في الحب ويحقق المساواة العاطفية.. خطاب يهدم الحواجز التي إقامتها بعض المجتمعات العربية لتحول بيت المرأة والتعبير عن أحاسيسها الأنثوية فالشاعرة في خطاب العشق تمارس حقها الطبيعي كامرأة في نقل مشاعرها إلي من تحبه وتكسر احتكار الخطاب ألذكوري الذي يستأثر وحده بالتعبير والبوح..ويمتزج هذا الخطاب بالثورية والتحدي فتقول:
يا سيدي:
مشاعري نحوك بحر ماله سواحل..
وموقفي في الحي لا تقبله القبائل....
يا سيدي:
أنت الذي أريد..
لا ما تريد تغلب ووائل..
أنت الذي أحبه..
ولا يهم مطلقا إن أحلو سفك دمي..
واعتبروني امرأة خارجة عن سنة الأوائل
ثم يتطرق الناقد الدكتور.فوزي عيسي إلي د.سعاد الصباح ومفهومها للحب والرؤية الحضارية ويتعرض لصور الأنوثة والأمومة في شعر د.سعاد حيث تنبث صور الأنوثة والأمومة بصورة لافته في شعر سعاد الصباح العاطفي تقول د.سعاد الصباح:
حين تكون حبيبي
يذهب خوفي...
يذهب ضعفي..
أشعر أني بين نساء الأرض الأقوى
أترك عقدي الأول خلفي
ولا ينسي إلقاء الضوء علي صورة الذات لدي الشاعرة حيث أن التفجر العاطفي والتطرف في المشاعر والعاطفة الجامحة هي الصفات المميزة لشخصيه الشاعرة وتجربتها ولا تجد حرجا في المصارحة بهذه الصفات فتقول:
ما لجنوني أبدا حدود
ولا لعقلي أبدا حدود
ولا حماقاتي علي كثرتها
تحدها حدود
يا رجلا يغضبه تطرفي
من الذي يغضب من تطرف الورود؟
ونأتي هنا إلي التيار النضالي الذي يسيطر علي شعر د.سعاد الصباح والحب والسياسة والرؤية الفكرية والسياسية فهي لم تستغرق تجربتها في كشف سلبيات الواقع الاجتماعي وحقوق المرأة وإنما أفسحت مساحة للقضايا الفكرية والسياسية فهي تناضل علي كافه المستويات..المرأة..الحرية الفكرية..ومن أجل حرية الإنسان بصفة عامة ،فقضيه(الحرية) من أبرز القضايا التي تتبناها وتدين الشاعرة سياسة هذا العصر ألظلامي عصر كبت الحريات،وتكميم الأفواه..عصر المعتقلات والإقامة الجبرية..تقول الشاعرة في لغة مفعمة بالمرارة والسخرية:
حتى الشمس في هذا العصر ألظلامي
أخذوها من بيتها
وحكموا عليها بالسجن خمسه عشر عاما
بتهمة توزيع رسائلها الضوئية
علي نوافذ المواطنين
حتى ضوء القمر..
الصقوا صورة علي جدران المدينة
وطلبوا إلقاء القبض عليه
حيا ..أو..ميتا..
حتى سنابل القمح
وضعوها في الإقامة الجبرية
ومنعوا العصافير من زيارتها
حتى كلامنا في المقهى.. أو علي الهاتف..
مسجل علي أشرطة
ومحفوظ في أرشيف المباحث العامة..
ثم يتحول الضوء إلي اهتمام الشاعرة بالقضايا القومية وكيف أن انتماءها العربي غير قابل للمزايدة فهي تتشبث بعروبتها وتنعكس علي شخصيتها كل أمال العرب وكل أحزانهم فتقول:
هل من الممكن إلغاء انتمائي للعرب
إن جسمي نخله تشرب من بحر العرب
وعلي صفحة نفسي ارتسمت
كل أخطاء ،وأحزان،
آمال العرب
وكيف لا وهي التي ولدت في العراق وتعلمت في مصر ووقفت فترة في لبنان فهي عربيه حتى النخاع وتؤمن بالوحدة العربية وتراها السبيل الوحيد لتحقيق آمال العرب ونهضتهم وتبقي الكويت الوطن الذي تعتز د.سعاد الصباح وتفخر بانتمائها إليه فتقول في ديوانها برقيات عاجله إلي وطني:
إنني بنت الكويت
بنت هذا الشاطئ النائم فوق الرمل
كالظبي الجميل
في عيوني تتلاقي
أنجم الليل،وأشجار النخيل
من هنا..أبحر أجدادي جميعا
ثم عادوا..يحملون المستحيل
وألقي د.فوزي الضوء علي ركن حزين آلمني بشدة فهو لم يستطع إغفال الجانب الرثائي في محنتها ألكبري وموت ابنها (مبارك) وجسدت د.سعاد الصباح هذه المأساة في ديوان(إليك يا ولدي).
وير يد.فوزي عيسي أن الرثاء بصفه عامة يمتاز بالصدق وحرارة العاطفة لا سيما رثاء الأهل والأحباب وقد سئل أحد الشعراء قديما(لماذا كانت مراثيكم أجود من غيرها؟لأننا نقولها وأكبادنا مقروحة)
وتعبر د.سعاد الصباح كيف أن فقدانها لمبارك أفقدها الآمال ولم يعد للحياة معني أو قيمة فتقول:
مبارك كان لي دنيا من الحب أناجيها
وآمالا أعيش بها وأحلاما أغنيها
قضيت العمر والاثنين أرعاها وأحميها
فكيف اغتالها مني قضاء جاء يطويها
ويلقي بها الظلمات تشقيني وأشقيها
ويشع الضوء علي كل الباقات الرائعة للشاعرة الدكتورة سعاد الصباح ويعبر الناقد د.فوزي عيسي عن الأداء الفني من حيث لغة الشعر وكيف أنها لغة عصريه تستمد مفرداتها وأساليبها من الحياة اليومية ثم حيث الصورة الشعري هو كيف أن للشاعرة صور مبتكرة متجددة وكيف أن للبحر والطبيعة وارتباط المجتمع الخليجي بالبحر فهيمنت صور البحر علي أخيلة الشاعرة.
وهكذا سيدتي عرفت جزء ضئيل من كتاب جميل كتب عنك وإليك وأحببتك من خلاله واقتربت منك فسمعت صراخي في شعرك ورأيت عذابي في ألمك وبكيت لحزنك وثرت معك وتحرك التمرد بداخلي.. فهنيئا لكي قلب يشعر وعقل يدرب ولسان يعبر وقلم يفرز كل هذا لمن يشعر أنك شعرت بقلبه ودبرت لعقله وعبرتي عن لسانه وأفرزت ما عجز عنه ..أفخر بأني عربيه مثلك وأنني من فئة الأديبات .. مع حبي
هناء عبد الهادي

أوجاع بلا آهات



أوجاع بلا آهات
لدى كل انسان منا كثير من الأوجاع منها ما يعبر عنه سواء بالغضب أو البكاء أو الصراخ أو..وقد تنتهى بالتعبير عنها بأية وسيلة وان لم تنتهى فعلى الاقل تقل حدتها ..ولكن هناك أوجاع لدى الكثيريين ليست للنشر أو بالأحرى ليس لها الحق فى الظهور أو التعبير عنها ربما لعدم أخلاقيتها أو لرفض العقل لها أو لرفض المجتمع أو لرفض الضمير أو لأن ظهورها والتعبير عنها سينتج أوجاع لآخريين أكبر لذا يكون الكتمان هو الحل الوحيد أو التصريف الوحيد وقد قال لى كثيريين عن هذه الأوجاع وعبروا عنها بخوف أو خجل أو رغبة فى الفضفضة مع أى انسان وتنتهى صلتهم به بعد هذه الفضفضة وأنا لا أغضب منهم أو أستنكر طريقتهم وانما التمس لهم العذر بل واتألم من أجلهم وطلب منى كثيريين ان أكتب عنهم وعما عانوا فى حياتهم وعن تلك الأوجاع الخفية وان أقوم بتفسيرها حتى لا يشعر كل من يعانيها بالوحدة ..وطلب آخريين أن لا ابوح لأحد ولو على سبيل المثال وكان من يستمع سيعرفهم ذلك لغرابة ما يشعروه من وجهة نظرهم فيظنوا أنه حالة نادرة فبالتأكيد ستكتشف مثلما أقول هناك برج كبير فى مصر سيعرف الجميع أنه برج القاهرة هذا بالطبع من وجهة نظرهم ولكن كل حالة وان كانت خاصة بصاحبها ولكن لأن التجارب الانسانية تتكرر فمن المؤكد أن كثير من الحالات تتشابه بدليل أن الحب يتكرر والغدر يتكرر والهجر يتكرر والملل يتكرر...فالأحداث تعاد على مر التاريخ وباختلاف الأماكن والأشخاص ولكنها الحياة ..وهكذا اعزائى نجد هؤلاء أحيانا ينتابهم حالة من الحزن أو الغضب لأسباب تافهة لا يتخيل من أمامهم أنها تسبب لهم هذا ولكن الرواسب المؤلمة والروح المنهكة المحملة بأوجاع بلا آهات تضيق أحيانا فتنتهز فرصة وجع صغير ولكن مباح التعبير عنه فتصرخ وتبكى بما لا يتناسب مع حجم الموقف الظاهرى وان كان لا يفرغ شحنة الآلم الداخلى الذى تحتبس آهاته فلذا اعذروا هؤلاء وارفقوا بهم ..وأنا أقول لهم اعزائى اعذرونى فى انى لم أكتب عن أوجاعكم ولم أعبر عنكم أتمنى أن أكتب على لسان كل منكم مثلما قص على وأترك الحكم للآخريين بين معارض ومواسى ومتعجب ومستنكرولكن تخرج أوجاعكم وتنطق بما يخفف المها. ولكن لأوجاعى الخاصة لم أستطع البوح أو النشر ربما يأتى يوم وأستطيع تخطى أوجاعى وقيودى وينطق صمتى ويعبر عنكم وادعو لى بانتهاء أوجاعى مثلما أدعوا لكم فليس هناك ملجأ الا الي الله فسبحانه قد خلقنا ويعلم ما توسوس به أنفسنا وهو القادر على اصلاح أمورنا سبحان الله.

تجاعيد قلبي



تجاعيد قلبى
أنا أنسة أعمل فى شركة قطاع خاص مديرة مكتب رئيس الشركة وهو شاب فى مثل عمري ولكنه ثرى بالوراثة وأنشأ تلك الشركة وكنت زميلة لأحد زملاؤه فى الجامعة فرشحنى للعمل وتم اختيارى كان هذا منذ ما يقرب من عشرين عام ومازلت أعمل فى نفس الشركة تزوج صاحبها وأنجب وجاء زملاء شباب وتزوجو وأنجبو والكل يحبنى ويحترمنى لأنى أكن للجميع الحب والأحترام وأقوم بعملى على أكمل وجه أما عن شكلى فأنا بالفعل فوق متوسط الجمال وأن كنت فى الجامعة أشعرنى كثير من الزملاء والزميلات بأنى جميلة فأنا بيضاء طويلة رشيقة عيناى لونها عسلى فاتح جدا تعلو وجهى ابتسامة رقيقة شعرى بنى يميل للأصفرار صوتى رقيق ثقافتى فى اللغة عالية ولدى لكنة خاصة وهذا ما جعلنى مميزة فى عملى فللشركة تعاملات عالمية ونحتاج فيها للغة وهكذا مر العمر لا أعرف كيف، عرض على الزواج من كثيريين ولا أذكر الآن لما كان لا يتم زواجى يأتى الرفض منى أو من الآخريين المهم أن السنوات مرت وأصبحت فى الثالة والأربعين من عمرى ربما لا يبدو على لاهتمامى بمظهرى واحساسى المتجدد وانشغالى بالعمل والعلاقات العامة جعلانى أبدو أكثر حيوية من مثيلاتى الآخريات فأكثرهن زاد وزنهن وترهلن وارتدين الحجاب فبدون أمهات مسنات ولكنى محتفظة برشاقتى وأحافظ على أناقتى وأغير لون شعرى وقصته كل فترة فمظهرى جزء من عملى وأيضا أصبح جزء من شخصيتى..المهم منذ شهور جاء موظف شاب وعمل بالشركة يقارب على الثلاثين كله حيوية ذكى طموح وتعاملنا جيدا لأنى أحب التعامل مع الأذكياء وصار بيننا توافق جميل وبما أن أوراقه لدى فأنا أعرف عمره وأعلم انه يصغرنى بأكثر من عشر سنوات وأتعامل معه كأخ صغير بمنتهى الانطلاق والعفوية والأرتياح أخرج معه اذا احتاج العمل لهذا ولا مانع من تناول الغداء سويا وأحكى لأسرتى وأعتذر عن العودة للبيت بانى معه وسوف أتناول معه الغداء والجميع يعرف أنى أحبه كأخى الصغير وكان هو يبادلنى اهتمام وحب ومرت الشهور ونزداد تفاهما وتناغما فى العمل حقا أسعدنى فبحكم خبرتى مر على كثيريين القليل من يتفهم طبيعة العمل ويجيده ويقدره وكان هو من هؤلاء القليين وكان التفاهم الجميل والارتياح الذى أسعدنى فأجمل شىء يمتعنى هو التعامل مع الأذكياء فجميل ان تتعامل مع انسان ذكي لا تفسر له كل شىء يستوعب دون أن يجهدك يعطيك ما تريد مثلما تريد وقتما تريد ويبدو أننى قد انهكت ولم يعد لدى صبر على هؤلاء قليلى الذكاء الذين يحتاجون تفسير كل شىء مللت من الشرح والتكرار فأسعدنى من يريحنى منهما وجاء يوم وكان يوم ألمى..فقد طلب منى زميلى واخى الصغير أن يتحدث معى فى شىء مهم ورحبت وخرجنا بعد العمل متوقعه منه أن يحكى لى قصة حب له أو يطلب منى مساعده فى شىء ولكن فوجئت ان أخى الصغير يطلب يدى يريد ان يتزوجنى...لم أعرف ماذا أفعل هل أسعد أم أحزن وانتباتنى نوبه ضحك تعجب لها واخذت أعيد عليه سؤالى ماذا قال؟واطلب تكرار الكلمات وأنا فى ذهول وفى ضحك متواصل حتى أنه بدا على وجهه الغضب وفتحت حقيبتى وأخرجت بطاقتى وأعطيته اياها...وبدا على وجهه الذهول ولكنه تمالك نفسه بذكاء وقال وما أهمية هذا قالها وهو يكابر ويحاول اخفاء حزنه من أجلى أكثر من نفسه نعم رأيت الحزن وشعرته فى عينيه لقد حزن من أجلى وتوقفت عن الضحك وانتقل شعور الحزن الى واصبحت الجلسة كئيبة فطلبت منه انهائها وعدت الى المنزل هرعت الى غرفتى أنظر فى المرآة وأرى وجهى الذى لم يفصح عن عمرى ولا أعلم أتلك ميزة أم عيب؟ولكن اذا كانت التجاعيد لا تبدو على وجهى فهى محفورة فى قلبى هناك أعوام طويلة مرت على وأناس كثيريين مرو فى حياتى أنا لم أعد تلك الفتاة الجامعية البسيطة لقد تغيرت لم تعد مشاعرى مرهفة لكل كلمة حب أو غزل أصبحت امرر كل كلمة من خلال عقلى وأحقرها وأسحقها وأراها كلمة مجرد حروف بسيطة لا معنى لها لم تعد تغرينى الاشياء البراقة وكل ما أفعل فى مظهرى ما هو الا جزء من عملى وليس نابع من روحى فروحى باهتة وقلبى يكاد يجف وقد تعدى مرحلة الذبول ولا اعاند الحياة ولا أحاول احياء قلبى ولا أريد له العذاب فبعد قصة حب الجامعة وخيانة حبيبى لا أريد أن أكون أسيرة أى رجل ولا ضعيفة من أجل رجل ولأى سبب أكون تلك الناعمة الخاضعة من أجل كلمة حب او غزل من رجل وما الفائدة؟ كلها كلمات جوفاء يرددها ذلك الصياد وأنا لا أنوى أن أكون فريسة ...وعذرا أخى الصغير ان لم تبدو التجاعيد على وجهى، ولكن لو دققت النظر لرأيت تجاعيد روحى وقلبى وادركت أن الحياة أصبحت ورائى أما أنت فالحياة أمامك ابحث عن من قلبها مازال غضا ليمنحك الأمل والحب ..

هل تسمح لي بالهورب



هل تسمح لى بالهروب
سيدى لا تعلم مدى اجتياحك لى لا أعرف كيف حدث ولما حدث؟ ولكن.. هل تتصور ما أنت بالنسبة لى أنت فكر وعقل بالنسبة لى حلم ...أنت قلب أشعر أنه يحتل الجسد كله ظمأك يبدو فى عينيك فى صوتك فى كل ملامحك أشعره ألمسه .. وبقدر الظمأ يكون العطاء هذا ما علمتنى اياه الحياة.. لأن الأنسان يتعامل مع الآخريين من خلال ذاته فبقدر احتياجه يعطى ولذا كان ظمأك دليل احساسى بقدرتك على المنح بلا حدود ..كم أتوق الى هذا العطاء ..أهرب منك أبتعد ثم يجتاحنى الشوق أعود وما أكاد أصل حتى تجتاحنى فأهرب ..هكذا وأظن أنك لا تتصور ما بداخلى ولا تستوعبه بل وتتعجب من تصرفاتى ولا تقتنع بمبرارتى هذه وترى أنه لا سبب للهروب ولكن لا أستطيع سيدى الأقتراب ولا تحمل هذا الأجتياح الشديد ربما لضعفى أمام قوتك ..ربما لخوفى من كل شىء ..لذا سأهرب ولكن هذه المرة أسألك هل تسمح لى بالهروب؟!

انا حزينه



أنا حزينة
انفرط العقد وتناثرت حباته وقفت عاجزة بيدى الفارغة وعينى الدامعة وقلبى المنفطر وروحى المذبوحة أرى انفراط العقد وأتتبع حياته المتباعدة كل فى اتجاه لم استطيع لمها بل عجزت عن المحاولة ولا أعرف أعجز حقيقى أم أن كثرة الالام كبلتنى وقيدت ارادتى كثر احتكاك حبات عقدى وتأثرت كل حبه وكسر بعضها تأكل حبل عقدى من جفاء حباته فى تنقلاتها واحتكاكها أمسكته بقبضتى كثيرا ولملمته فى يدى أحكمت الامساك ولو بألم لسنوات ولكن قوة نفور حباته زاد جرحى فصعب على تحمل الألم أفلتت قبضتى وانفرط العقد وذهبت كل حبة فى اتجاه وانقطع الحبل ولا أعلم هل سأستطيع تجميعه ولضم حباته أم فات الأوان وضاع الأمل أم أن الحقيقة أنا من قتلت رغبتى ودب اليأس فى ارادتى ولن أستطيع تجميع ما فرقته اللأيام ولوثته الاحداث وطمثت براءته المادة وقضت على انتمائه أبكى على عقدى وحباته وعلى أمل فى مبدأ لم الشمل ذاته ولا أشعر سوى أنى حزينة.

أرجوكم دعوني وحدي



أرجوكم دعونى وحدى
أعر بحجر ثقيل قابع فوق صدرى واغلال قوية تحيط بقلبى، دموعى تعودت النزول الى داخلى حتى أنى أحيانا أشعر أنى لا أستطيع الكلام .. أرجوكم دعونى أجلس مع نفسى أواجهها .. أعنفها.. أعاتبها.. أبكيها.. ثم اداويها والملمها واعديها بعد أن ضلت طريقها .. وأضمد جروحها .. أريد أن أسير وحدى بين الزرع أضمنى، ألف ذراعى حول صدرى أتنفس الأمان فلم يستطيع أحد أن يجعل من نفسة ذلك الحضن الذى يمنح بال طلب أو رجاء .. لم يسمع أحد أنات قلبى.. استمع اليكم أبتسم فى وجوهكم أشرب أحزانكم.. أحتويكم.. ولكن أحيانا تفيض الامى ويزيد الصخب والصراع بداخلى فلا تكون لدى القدرة على العطاء، فالضوضاء بداخلى تجعلنى لا أصغى جيدا فدعونى أبقى وحيدة لفترة واتركوا لى فرصة ان أفك أسر دموعى الحبيسة فى صدرى وأبكى باعلى صوتى بلا حرج.. ولكنى اعتذر لكم عن هذا لفترة أعود ثانية أسدل الستار على مابى وأجمد الدموع فى صدرى وتكسو الابتسامة وجهى واستمع لكم.. لا تقلقوا مازال فى قلبى متسع لكم، ومازلت روحى تشارككم ودموعى لا تنزل الا من اجلكم.. ولكن من حين لاخر عندما تفيض بى الامى ويختنق قلبى من دموعى ، دعونى أبقى وحدى، فأنا بصبر نفسى أدوس على يأسى وبدوب حيرتى مع طلعة شمسى واتوه وسط الزحام وأكمل رحلة الأيام.

سكينه



سكينة
هناك نوع من الراحة يملأ النفس ويسكن القلب ويسكنه هدوء لا مثيل له وسمو يرقى بك فوق كل الدنيا حيث تكون الصلة والحديث والهمس والنداء وكل حواسك مع الله وكأن الدنيا من حولك لا شئ ولو بلغ الضجيج عنان السماء، أنت فى عالمك الخاص تلف روحك سكينة بانشغالك بذكر الله واللجوء اليه.
شعرت بتلك السكينة الرائعة فى بيت الله الحرام وحين النظر الى الكعبة المشرفة ياله من شعور يملأ النفس بالرضا والاستغناء عن كل الدنيا فيما عدا أن تظل تناجية سبحانه وتعالى وتقف بين يديه ملبية لندائه خاشعة عاشقة لذاته العليا، راضية بأنى أمته شاكرة أنى من عباده المسلمين مقرة بذنوبى راجية لعفوه مفعمه بالنعم التى تغطينى أحمده حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه فقد ملا روحى عشق ربى ولا أبغى درب الله دربى والسكينة هى أملى أقر يارب بذنبى لكن علمى برحمة ربى جعل العفو يقينا عندى فهل يارب لأمتك ترضى بحق أنك الغفار وبعظمة انك الكريم وبهبة أنك الرحمن امنح نفوسنا الأمان اللهم استجيب.

نفس شريدة



نفس شريدة
نظرت اليك نظرة عابرة فى البداية ولكنك لم تكن كذلك وجئت وجلست على طاولتى مستأذنا من رفاقى وجلست معنا وقام الأصدقاء بتعريف كل من للأخر وبدأت الحديث ناظرا الى وخضعت فى أحاديث خاصة وطويلة استرسلت فى أحاديثك ناظرا الى من دون الجميع وكأنك لا تريد أن يسمعك غيرى واستمعت فعلا اليك كانت أحزانك خاصة وغربنك واضحة وظمؤك باديا فى كل ملامحك وتنطق به عيناك تتمتع بصفات قلما أجدها فى رجل شخصية جذابة عطوفة بل حنون تجيد التعبير ولا تقتحم فى داخل نفسك خوف من الايام تبحث عن بقايا ذاتك ومن نظرتك شعرت انك وجدتك معى أو بى لست أدرى لا أتكر عليك جاذبيتك شكلا وموضوعا أعترف أنى شعرت بشئ من الانجذاب ورغبة فى اطالة الحديث بل وتوالى أحاديث أخرى لا تنقطع ولا تنتهى تمنيت أن أحتويك وأمنحك الأمان وأكون الدليل لك لتصل الى ذاتك وأنا على ثقة بأنها ذات تمتلك أجمل ما يمتلك.
وجاء لقاء اخر وحديث اخر أفصحت فيه عما شعرت أنا به وهو انك وجدت ذاتك معى وتتمنى أن تستكمل الحديث معى و تفصح عن كل ما بنفسك الذى ذكرت انه لا يعلمه الا الله ربما لتعجبك من سرعة هذا الشعور أو ربما لسعادتك وقد يكون لرفضك وخوفك لا أعلم ولكن نفسك الشريدة وقلبك الظمان وروحك التى تتوق للاحتواء والامان الجميع أخافونى وادخلو بقلبى شيئا من التوجس فلست على استعداد لارواء ظماك ولا أريد أن تسير وراء سراب فأنا حدودى ضيقة ومنحى مقنن وعطائى محدد فى اطار ولن ترتضى كل هذا أو لا تتمناه بل وربما يصدمك ويريد ألمك وأنا لا أرضى لك هذا لذا سأنسحب من بداية الطريق فان كنت ترى الان أنى ملاذ فبفرارى قبا ان تطمئن الى ملاذى لن تتألم بقدر ما يمكن أن يحدث اذا سرت معك فى الطريق وقيدتنى الحياة ولم أمنحك أو أروى ظمأك فتفتقد ذاتك بلا رجعة و ألمك حين ذاك لا يوازيه ألم وسأكون فى نظرك مخادعة وماكرة لذا اعتذر من البدايه لابد أن نفترق قبل أن نبدأ ولا تغضب منى فأنا أعلم بذاتى واشعر بك ولك فى نفسى مكانة لا تسمح لى بان أجعلك تذوق لحظة ألم وربما ستجد نفسك مع غيرى ولكن معى ستجدها لتفقدها بلا رجعة بعد قليل لذا دعها شريدة ربما تجد من يستحق أن يعيدها ولكن لا أنسى أن أقول لك اننى لا أنسحب لعيب فيك ولا لنفورى، ولكن للقدر أحكام وللواجب نداء وللضمير احترام.

الأربعاء، 25 مارس 2009

ارجوكم دعوني وحدي


أرجوكم دعونى وحدى
أعر بحجر ثقيل قابع فوق صدرى واغلال قوية تحيط بقلبى، دموعى تعودت النزول الى داخلى حتى أنى أحيانا أشعر أنى لا أستطيع الكلام .. أرجوكم دعونى أجلس مع نفسى أواجهها .. أعنفها.. أعاتبها.. أبكيها.. ثم اداويها والملمها واعديها بعد أن ضلت طريقها .. وأضمد جروحها .. أريد أن أسير وحدى بين الزرع أضمنى، ألف ذراعى حول صدرى أتنفس الأمان فلم يستطيع أحد أن يجعل من نفسة ذلك الحضن الذى يمنح بال طلب أو رجاء .. لم يسمع أحد أنات قلبى.. استمع اليكم أبتسم فى وجوهكم أشرب أحزانكم.. أحتويكم.. ولكن أحيانا تفيض الامى ويزيد الصخب والصراع بداخلى فلا تكون لدى القدرة على العطاء، فالضوضاء بداخلى تجعلنى لا أصغى جيدا فدعونى أبقى وحيدة لفترة واتركوا لى فرصة ان أفك أسر دموعى الحبيسة فى صدرى وأبكى باعلى صوتى بلا حرج.. ولكنى اعتذر لكم عن هذا لفترة أعود ثانية أسدل الستار على مابى وأجمد الدموع فى صدرى وتكسو الابتسامة وجهى واستمع لكم.. لا تقلقوا مازال فى قلبى متسع لكم، ومازلت روحى تشارككم ودموعى لا تنزل الا من اجلكم.. ولكن من حين لاخر عندما تفيض بى الامى ويختنق قلبى من دموعى ، دعونى أبقى وحدى، فأنا بصبر نفسى أدوس على يأسى وبدوب حيرتى مع طلعة شمسى واتوه وسط الزحام وأكمل رحلة الأيام.

بلا عودة



بلا عودة
هل تعلم ما أريد أولا: لتعرف ما كنت أتمنى وما سعيت اليه، تمنيت أن تفهمنى وتشعرنى وسعيت لجعلك تغوص بذاتى وأخذت بيدك ووضعتها على جروحى وقلت لك أرجوك لا تضغط بل اجعل من لمساتك دواء وشفاء ..
كنت أحلم أن تكون البسمة والعطاء وأحلم أن أكون الأم والحبيبة سعيت ولم تدرك ما أتمناه ولم تشعر بما أفعله لأجلك ولم تقدره .. لذا لابد من الرحيل رحيل بلا عودة وأنا أعلم يقينا انك لن تدرك سبب فراقى ولن تأتى باللوم على نفسك لانك أغبى من هذا ولو كنت على مستوى أعلى قليلا من الذكاء لما وصلنا لنقطة اللاعودة لأصبحت حياتنا لحنا جميلا ولكن كما يقولون ماذا يفيد البكاء على اللبن المسكوب وحقيقة لم يعد فى قلبى أو عينى دموع اسكبها ليس من اجلك ولكن على أيامى التى أضعتها فى محاولة اشعارك أو افهامك ما لا يستطيع عقلك العقيم وقلبك الأنانى استيعابه، عفوا لنفسى وأعدها أنى سأخنق نداء قلبى قبل أن ينطق باسمك أو بالشوق اليك وسيكون هذه المرة رحيلنا بلا عودة..

أنا احلق



أنا أحلق
من خلال قلبى ذهبت الى هناك حيث الصفاء والهدوء والجمال ذهبت الى السمو والرقى ذهبت الى هناك عند النجوم أخذتنى أجنحتى فأنا حين ذاك فراشة وطرت الى هناك وهبطت فوق السحاب ذى اللون الصافى الرائق لا القاتم ووجدت السحابة تأخذنى الى مكان أشبة بجزيرة ملئ بالأشجار الجميلة والخضرة والورود بكل الأشكال والأنواع ما أجمل الطيور هناك تشعر انها تغنى ترحب بالقادم ترفرف حولى وتكلمنى وتحتفل بى وأنا ميتسمة، سعيدة، رايت النجوم الواهجة اللامعة المضيئة تضئ المكان تصنع من لون الشجر والورود أجمل اللوحات ولم أسمع صوت صراخ أو بكاء لم أر نظرة حزن يأس ألم ، لم أر سوى نظرات هادئة مطمئنة سعيدة راضية أخذت أتجول بين الأشجار والورود بأجنحتى وشعرت أنى بحق فراشة وهذه مملكتى كم هى رائعة ممتعة تبعث فى المقيم فيها والنظر اليها سعادة وهدوءا، هنا لا خوف ، هنا لاضياع، هنا لا صراع هنا لكل ئ معنى جميل ، ليس هناك شئ ليس له معنى غير جميل هنا ولكن ما هذا الذى يمسك بجناحى أنها يدى خبطت فى الجدار أنا مازلت فى الدنيا ولم أحلق فى السماء بل بقلبى وخيالى وليتنى حقا أجد ما أحلم به ربما لايكون فى السماء ما ذكرت المهم أنى أريد أن أجده فى السماء أو فى الأرض.

اطمئن



اطمئن
احساسى بك وعلمى بما قد يدور بعقلك فى حال قلقك على أو غيابى عنك يجعلنى اشعر بالمسئولية تجاه هذه المشاعر الرقيقة والقلب الحانى والنفس الشفافة الناعمة التى تتعذب لو تخيلت أنها قد تتسبب فى ألم ولو بسيط لأنى انسان فما بال لو كان هذا الانسان قريبا منها أنت مثال فريد عزف منفرد لقطعة موسيقية حالمة رقيقة نسمة تلطف من حر الأيام أمل أعاد الى ثقتى فى أن هناك قلوبا مازالت تنبض حنانا وتروى الظمأن ماذا أقول لك مرت بى أيام شعرت فيها أن الحب أصبح من السهل تحويل مؤشر القلب حيث يريد العقل وتكون الفائدة صار الكلام عن العطاء دربا من الجنون والغفلة، صار منح الحنان سفها شوه كل المعالم الخاصة بالحب الصافى وحدث وقابلتك شعرت أن كل ما بك يشع بالحب وينطق بالحنان وبرغم الظمأ الذى تشعر به لكنك مازلت مصدر ارتواء ونبع حنان لا ينضب ، لكل هذا رأيت وللأمل استعددت وللقرب منك تمنيت وعلى غيبى ندمت لا تتصور أنى لا أراك وأسمعك واعرف ما يدور بعقلك لذا اشعر أن من حقك على أن أقول لك اذا مر بخاطرك هاجس أقلقك وتخيلت اننى ابتعدت أو اصابنى مكروه لابد أن أقول لك ما تستحق فأنت حقا تستحق أن تشعر بالأمان عزيزى.. أطمئن...

اعتزاز


اعتزاز
وقفت فى شموخ غير مبال لا تعبأ أن كان ما يبدو هو الهزيمة فما يعنيك هو انك أنت أنت مهما يحدث، هل هذا ما تظهره برغم مشاعرك أم انك بالفعل لا تبالى ربما لن تتيح لى الفرصة لسماع ردك ولكن لا أدرى مبررا لان تتظاهر لانك تمتلك ما يشعرك بالفعل بما يبدو عليك فرويدا سيدى على ذاتك فهى ثابتة بما تمتلك قوية بما تحمل من صفات وأرانى من هذا الموقف أسأل ما الذى يمنح الانسان الثقة وهل لابد أن ترتبط بالشموخ هل هى من صفات الانسان الداخلية أم تأتى من ممتلكاته الخارجية هل مثلا المال يمنح الثقة هل السلطة الجمال العلم العائلة ماذا يمكن من الماديات أن يكون له القدرة الأكبر على زرع ومنح القوة للشخصية والاعتزاز للروح هل أنا غير منطقية اذا أرجعت الجزء الأكبر من الثقة بالنفس الى ذاتها وصفاتها وليس ما تمتلكه وان كنت لا اغفل دوره ولكنه دور مساند ومساهم فقط من وجهة نظرى وليس هو الاساس الذى تبنى على أساسه الشخصية وتمنح من خلاله الثقة لأن النفس السوية تجعل صاحبها يرضى بما تمنحه له الحياة بل وتجمل له الواقع وتزرع بداخله العزيمة والاصرار على جعل ما هو كائن أروع مما هو كائن عليه لذا فمن يمتلك صفات نفسية جميلة تصنع منه شخصية قوية وتخلق واقعا يليق بها فتساند ذاتها بكل ما يجملها من ماديات مثل المال والسلطة فتكتمل الثقة ويظهر الشموخ بلا كبرياء ويظهر هنالك هذا الاعتزاز
.

لست ادري



لست أدرى!!
أعود الى نفس النقطة وكأنى على موعد معها أدور اجرب أسير ربما الى بداية الطريق و احيانا اشرع فى بدئه ثم اقرر العودة ترى لماذا هل لسوء الطريق أم وعورته أم قسوة صحبته لست أدرى ولكن اذا كان سيئا فهل هو سيئ من وجهة نظرى وحدى مؤكد لان الاخرين يسيرون فيه بنجاح واذا كان وعرا هل وعورته نسبية لأنى اضعف من أن أخوض طريقا بهذه الدرجة من الوعورة واذا كانت قسوة صحبتة فلم أنا التى أشعرها هل لضعفى وقلة حيلتى المهم انه فى النهاية يعود الى كل شئ انا التى اقرر السير وانا التى تعود اذن الضعف فى روحى والوهن فى عزيمتى والسلبية فى عقلى ولا أجد فى كل هؤلاء الان رغبة الاستمرار أو الكفاح والمثابرة هل أعود الى نفس القرار واقرر ...وأنتظرالانسحاب لست أدرى!
أثق
فى مكان ما فى العالم أثق انه موجود ذلك القلب كثير العيون كثير الاذان، سأجد تلك الروح التى لها ألف جناح يرفرف ويظلك ويدفئ ويحلق بمن يحب كيفما يحب أثق فى وجود ذلك العقل الذى يخترق كل الحواجز ويصل الى معنى لكل شئ ويمهد العسير من الأفكار ويذلل الكثير من الصعاب، ويحتوى فكر الكثيرين والكثيرين ، أثق فى وجود تلك النفس الصافية الحالمة العاشقة للحياة والبشر بضعفهم والامهم وأحلامهم التافهة والكبيرة نفس تغفر بلا حساب وتسامح بلا عتاب من تحب بلا ثمن، نفس خلقت لتحب وتحنو وتغفر وتعطى، أثق فى وجودها فى مكان ما فى هذا العالم أتمنى لقاءها أو لقاء من يحمل ملمحا من ملامحها أو جزءا من احد ملامحها فهو يكفى لأن يعطر وينعش الحياة فما اجمل أن ترى قلبا يسمعك ويراك وروحا تحتويك ونفسا تحبك وتغفر ضعفك ستشعر حينها بالأمان والأمل ربما ترانى حالمه ولكن مازلت على ثقة من وجود هذا فى مكان ما ربما قريب ربما بعيد أرى كل هذا فى رحلتى وربما تظهر بعد رحيلى ولكنها موجودة وانا انتظرها وابحث عنها فى كل من أراه أو أسمعه، أتوهم أحد ملامحها أحيانا ولكنه يزول سريعا لان من رأيته فيه يكون قد اتخذه كحلى للزينة وليس نابعا منه فأعود حزينة ولكن واثقة وأنتظر.
سكينة
هناك نوع من الراحة يملأ النفس ويسكن القلب ويسكنه هدوء لا مثيل له وسمو يرقى بك فوق كل الدنيا حيث تكون الصلة والحديث والهمس والنداء وكل حواسك مع الله وكأن الدنيا من حولك لا شئ ولو بلغ الضجيج عنان السماء، أنت فى عالمك الخاص تلف روحك سكينة بانشغالك بذكر الله واللجوء اليه.
شعرت بتلك السكينة الرائعة فى بيت الله الحرام وحين النظر الى الكعبة المشرفة ياله من شعور يملأ النفس بالرضا والاستغناء عن كل الدنيا فيما عدا أن تظل تناجية سبحانه وتعالى وتقف بين يديه ملبية لندائه خاشعة عاشقة لذاته العليا، راضية بأنى أمته شاكرة أنى من عباده المسلمين مقرة بذنوبى راجية لعفوه مفعمه بالنعم التى تغطينى أحمده حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه فقد ملا روحى عشق ربى ولا أبغى درب الله دربى والسكينة هى أملى أقر يارب بذنبى لكن علمى برحمة ربى جعل العفو يقينا عندى فهل يارب لأمتك ترضى بحق أنك الغفار وبعظمة انك الكريم وبهبة أنك الرحمن امنح نفوسنا الأمان اللهم استجيب.

غريمتي جميله


غريمتى جميلة
عندما رأيتك لا أنكر أننى أعجبنى وجهك فأنت حقا جميلة بل وبك أنوثة واضحة لم اسمع صوتك ولكن شيئا ما فى نفسى جعلنى أتمنى أن اسمعه وسألت عنك وعرفتك وعرفت هذا السر الخفى بداخلى أنت من تمنيت يوما أن أراك واعرف سر حبه لك الان عرفت .. أنت غريمتى وحبيبة حبيبى السابقة يقول هو ان قصتكم لم تدم كثيرا وانه هو الذى بعد عنك لا اصدق الان فأنت أجمل من أن يقاومك رجل هل تعرفين ماذا أريد أريد أن أحدثك واسألك بوضوح عن كل ما كان معه ماذا قال لك وبماذا كان يهديك هل قال لك انه وجد معك نفسه مثلما قال لى هل أخبرك انه لم يشعر أن للحياة قيمة وانه لا يريد أن يحياها الا بحبك مثلما اخبرنى هل قال لك انك أذكى النساء وانك نبع حنان وانك الصديقة والحبيبة هل طلب منك الزواج هل... هل... هل... هل مثلما فعل معى ولكنى أسال نفسى لماذا اسألك وقد أخبرنى وقد صدقته حينها لماذا عندما رأيتك ورأيت كم أنت جميلة الوجه تسرب الى نفسى هذا الشك لن أقول لك انه سيدوم لأنى من المؤكد عندما أراه وأرى عينيه اللتين يسكب منهما الحب والحنان على عند رؤياى سأنسى كل شئ ولن اذكر سوى انه لى وانه حبيبى أنا وحدى وانك مرحلة قصيرة فى عمره ، مجرد ذكرى ربما امتلكت بصره بجمالك ولكن لم تمتلكى قلبه وتأسرى عقله مثلما فعلت أنا ربما لا امتلك جمال ملامحك ولكن على ثقة من أنى امتلك ما هو أهم وأغلى وأعمق امتلك روحا احتوته وقلبا منحه الحنان وعقلا استوعبه بكامله بفضائله ونواقصه أنا الواقع والحقيقة وأنت الذكرى جزء منه ولكن أنا كله هل تعرفين ماذا أريد أريد أن يراك الان وأسأله ما وقع رؤياك على نفسه وبصره هل ما زال يراك بنفس الصورة أم بهتت أم بدلت ولو أنى سألته سابقا هل رأيتها بعد فراقها وقال نعم وسألت ما وقع رؤياك قال لا شى لم يبدر لذهنى ولا مشاعرى أى شى مثلها مثل أى فتاة غيرها كل هذا يجول بخاطرى ربما تعتقدين أنى أكرهك او أحاول ايجاد عيوب بك ولكنى رغم غيرتى فى تلك اللحظات ورغم انك امتلكت حبيبى قلبى ولو لفترة ولكنى أنا التى سأمتلكه بقية عمره وسأصبح زوجته وسأجعله دائم الحب، دائم الشوق الى وأصنع من حياته وأيامه عقدا من الأمل والسعادة ولكن لا أنكر انى ما زالت أراك رغم انك غريمتى جميلة!!

مجرد قصة



مجرد قصة
أتيت الى طلق الوجه تنطق ملامحك بالشوق والسعادة وتقول عيناك بكل وضوح : وجدت ضالتى وحلم عمرى وجدت الروح التى تقاسم روحى وشعرت أن عينيك تناجى ، تنادى، تستغيث ولم أحاول السؤال عن تلك الحالة تركت لك حرية الحديث والأفصاح عما أراه ، أشعره وهل هو حقيقى أم مجرد خيال منى أنا وخوف من معرفة أن هذا حقيقى لأنى لا أعلم بماذا أجيب اذا كنت أنا من تحمل لها كل هذا ماذا أفعل وماذا بيدى وهل يكون الافصاح بداية أو نهاية وان كان بداية فهو بداية لأى شئ وكيف وأن كان تهاية ماذا ستفعل بك تلك النهاية هل ستجرح مشاعرك أم تحطم أملا ما لبث أن يملأ نفسك ويعطر أيامك ويشرق فى كلماتك لذا أقترح عليك أن تقص على ما بك على انه قصة مرت بك ولا تريد ذكر بطلتها أو تعرف من هى ولن أحاول معرفتها سأكتفى بما تقول ولن أطلب المزيد ولكن لا أنكر ان لدى رغبة جارفة لمعرفة ما بك ولكن الخوف يخالطها ، أخاف أن أحب تلك المشاعر وأريدها وهذه بداية خطيرة ماذا بعد حبها هل سأحبك وتكون حياتى حقيقة وماذا افعل بها أحياها أم أهرب منها حيرنى قلبى وتحذير عقلى لا يتوقف أتمنى أن أجد وسيلة ولكن لا أكذب أريد أن أعرف كل شئ ولكن على انه قصة مجرد قصة..

اشراقه



اشراقة
تتدفق الأحلام فى العيون، الكلمات تنشد كل منهن حياة ملؤها السعادة والاشراق ترى هل تجود الأيام بما تتمناه كل منهن ! هل سيبقى ذلك الاشراق فى ملامحهن ويحتفظن بهذا التفاؤل والرغبة فى الحياة والحماس ! ليت الأيام لا تطفئ شعلة الأمل بداخلهن تزين حياتهن كما تمنينها فالتواصل بينهن الان سهل وبسيط ، تخرج كل منهن ما فى جعبتها من أسرار وأحلام لصديقتها وكأنها تعرفها منذ أن وعيت للحياة ترى هل من الممكن أن يستمر ما بنا من صفاء طوال حياتنا نحب سريعا ونغفر أسرع ونلتقى لنلتقى لا لنختلف ونفترق .. مع الأسف يتسرب كل شئ من داخلنا مع أيام عمرنا وتتلوث نفوسنا ، نحن الذين نلوث بعضنا البعض ولكن النتيجة واحدة هى ضياع الصفاء الروحى الذى يجعل لحياتنا معنى أرق وأهدى وأوضح تتبدل المشاعر وتتعقد ويتحول الحلم الى كابوس والأمان للأيام الى خوف من كل البشر وكل الأيام والتواصل الى تنافر وتباعد، تصبح الحياة محنة علينا اجتيازها وليست رحلة علينا أن نسعد بها ونهنأ بالصحة التى معنا ونحاول أن نكون لطفاء معهم فى تلك الرحلة القصيرة ونجعلها لطيفة وهانئة .. نظرت فى عيونهن بعد استغراقى فى تأملات ورأيت استرسالهن فى أحلامهن ومن قلبى تمنيت لهن أن تظل تلك الاشراقه فى عيونهن وذلك الأمل فى قلوبهن وهذه الحيوية فى أرواحهن ربما يستطعن فعل ما لم نفعله وصنع حياة أفضل وأصفى بارك الله فيهن ومنحهن كل الأمل والنقاء وسعدن بالأمان .. يا رب.

معركه الحب



معركــة الحــب {
><><><>< ... يرى البعض أن الكبرياء في كل شئ حتى في الحب بل علي العكس البعض يزيد من الكبرياء في الحب ومع حبيبه والبعض يشعر بحساسية أكثر تجاه حبيبه أكثر من الناس جميعاً ولكن الحساسية لا تكون مجرد الإحساس به والشوق إليه واللهفة وما إلي ذلك من مشاعر الحب ولكن أيضاً في تصيد ما هو قد يجرح المشاعر أو يغضب أو يثير هذا عند البعض أو المتحابين ولكن قابلت فتاة كم أعجبت بها ؟ كما رأيتها مثال للشفافية والرقة والعذوبة والتفاني والاحتواء سمعت كل هذا و رأيته في مظهرها وسمعته في حديثها عمن أحبت فهي فتاه متوسطة الجمال تعليمها جامعي من أسرة متواضعة الحال مادياً ولكنها عالية المنزلة اجتماعياً وأدبياً جميع إخوانها متعلمين وهي أكبر اخوتها ـ تشعر برقتها وعذوبتها وشفافيتها وبعد انتهائها من الدراسة بحثت عن عمل ولما كان ما بها من صفات يندر وجودها في مقل سنها فقد حصلت علي العمل بسهولة ويسر إلي حد كبير وكان في بحثها عن العمل لا تريد سوى المساعدة المادية لأسرتها وكانت تخرج إلي العمل في شكل مهذب من ناحية ملابسها وهيئتها وأسلوب تعاملها مع زملائها مما جعلها موضع احترام من الجميع واجتهادها وتفانيها في عملها لفت نظر الجميع إليها وكان من هؤلاء الجميع زميل لها لا حظ أخلاقها ورقتها وأسلوبها المحترم فسأل عن أهلها وتقدم وطلب منها أن تكلم أهلها ليتقدم رسمياً لخطبتها ـ احتارت علياء ماذا تفعل ؟ ذهبت إلي المنزل وكانت يتيمة الأب فقضت ما حدث لأمها وفرحت الأم فهي تخشى علي ابنتها أن يتركها "القطر " كما يقولون وتشفق عليها من تحملها المسئولية وقالت لها أنها توافق علي هذا الزميل بعد ما عرفت من علياء أنه يعرف ظروفهم المادية ولا يريد تحميلهم أي أعباء مادية وقد احترم جلال صراحتها وزادته تمسكاً وكان هذا من أهم أسباب موافقة الأم ـ ولكن علياء ... في ماذا تفكر ؟ لما تفرح بهذا العريس ؟ لما هي تبكي كل ليلة حتى تنام ؟ لما تصمت أغلب الأوقات ؟ ما هذا الشجن الرقيق الذي في عينيها ؟ كل هذه الأسئلة دارت في عقل وقلب أمها التي كانت لا تدرك و لا تجد سبباً واضحاً لهذا ولكنها كانت أما عاقلة تركت لا بنتها حرية اختيار شريك حياتها وقد رفضت علياء قبل ذلك أكثر من شخص لا لشيء إلا لرغبتها في مساعدة والدتها وعدم تحميلها عبء جهاز متطلبات عروسه وكانت تفعل هذا بكل حب وبكل تعقل وتفان ورقة لذا عندما تقدم جلال وأخبرت أمها أنها قالت له علي ظروفها وهو قبل وفرحت الأم وظنت أن هذا هو العريس المناسب ولم ترفضه علياء وستكون سعيدة سعيدة ، ولكنها لم تسعد وما زلت تنام باكية وما زالت نظرة الشجن في عينيها تري ما بك يا ابنتي ؟ سألتها أمها فأجابت علياء إنه لا شئ يا أمي اطمئني فسألتها ماذا أجب الأستاذ جلال قالت لم أجبه ولا أعرف بماذا أجيبه ؟ قالت لها ليس بالرجل عيب ويعرف ظروفنا ولا ينوي إرهاقنا ماديا فماذا تريدين أكثر من هذا ؟ إقبلي يا ابنتي علي بركة الله فقالت علياء ولكني لا أشعر بارتياح ـ جلال إنسان طيب ومن عائلة ومعقول مادياً ـ ولكن دعيني يا أمي وتركتها علياء لأنها لم تستطيع أن تقول لها ما تشعره ففضلت الانسحاب إلي غرفتها حيث نامت علي مخدتها وأخذت تبكي وتقول لماذا ؟ لماذا؟ وكأنها تحدث نفسها ـ لماذا أحبت ـ نعم أحبت علياء وفي صمت وعفاف لم تبح بل علي العكس مع من أحبت هي أكثر الناس ابتعاد عنه وكأنها تخاف أن يري حبها في عينيها ويسمعه في صوتها ويلمسه إن سلم عليها .. فهي تشعر أن كل كيانها يذوب في هذا الحب لم تصدق أن الحب يأتي بغتة هكذا ويسلب الإنسان إرادته لقد رأته إنسانا رائعا علي خلق ذكي ربما ليس وسيما أو أقل بكثير من جلال من ناحية الوسامة ـ فجلال طويل القامة ـ رشيق الجسم لونه خمري ملامحه صغيرة جادة ـ متناسق في ملبسة ـ ولكن خالدا حبيبها أقصر منها في الطول شكله معقول جداً ولكنها شعرت أنه إنسان نعم إنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من عمق إنساني فهو شاب ملتزم دينياً وأخلاقياً مهذب رقيق ليس شاعراً أو رومانسياً ولكنها رقه المؤمن وعذوبته لذا أحبته علياء كانت تشتاق إلي عملها بمجرد أن تغادره وتفارق خالد إنها تفقد هويتها حتى تلقاه فتقود إليها ذاتها وتعرف أنها علياء ، لم تكن تتخيل في يوم من الأيام أنها ستحب بهذا العمق فهي أحبت خالدا لصفاته الإنسانية لا لناله أو شكله ـ لقد كانت تبكي ليلة لأنها لا تعرف شعوره تجاهها فهو يعامل الكل بأخلاق ورقة لدرجة أنها تشعر أن كل فتاة تحبه وتتمناه وعندما تقدم لها جلال كانت زميلاتها يدفعنها للموافقة وكأنهن يريدونها أن تفسح الطريق من أمام خالد ـ وكانت تغار عليه وتكتم غيرتها في قلبها وسألته عن جلال باعتباره زميلا لم تفسر رده موافق ولكنه لم يشجعها ، ولكنه أيضاً لم يطلب منها أن ترفض لم تلاحظ لهفة أو غير ذلك ـ تري لماذا ؟ هو لا يحبها ولا يشعر بحبها له أم لظروفه المادية القاسية لا يريد أن يظلمها معه بانتظارها سنوات ولكنها هي تعشق هذا الظلم لو أراده هو لها ولكن فقط يريد أو يشير لها ـ فقط يبوح ينادي سيجدها تلبي نداءه ولو انتظرت سنين حتى يتم زواجهما ليته يقول ليته يفصح ليته حتى مجرد أن يظهر بعض الأمل لها كم تتمنى علياء كل هذا من خالد ـ لا ليس كل هذا وإنما بعضه بعض هذا ولكنه علي نفس أخلاقه وتصرفاته مع الجميع بما فيهم هي ولكن الآن ماذا تقول الجلال وماذا تقول لأمها ـ لم تجد سوي دموعها ولكنها عزمت علي شئ وبكل قوة قررت ترفض جلالا وستدخل معركة في الحب من أجل خالد ستقتحمه ، تلاحقه ، تحتويه ، تفعل ما يحب وتبتعد عما لا يحب ستدافع عن حبها الذي لم تكن تتخيل أنها ستشعره في يوم من الأيام ولما لا وهو إنسان في نظرها ـ كامل عظيم ذو أخلاق ودين بالنسبة لها هو أروع من في الوجود في عينيها ولو كان لا يملك شيئا سوى أنه خالد فستدخل المعركة وتحاول أن تناله ودعت ربها الذي أحبت خالدا لمعرفته به أن ينصرها في معركة الحب وذهبت في اليوم التالي وأخبرت جلالا بعدم استعدادها للزواج وتقبل جلال باتزان وترك المكتب وبقيت هي وحدها شاردة ودموع تنزل من عينيها دخل خالد في تلك اللحظة ونظر إليها فتلاقت عيونهما في نظرة طويلة لأول مرة ومن خلال دموعها ظهر حبها ولأول مرة تشعر أن بعيني خالد اهتمام ووجدته يقول لها متسائلاً حانيا ما بك يا علياء ؟!! أرجو أنت خاصة لا أحب أن أراك حزينة .

احب فيك أنا



أحــب فيــك أنــا {
><><><>< ... عزيزي : ربما تتعجب علي رحيلي فجأة ـ ربما تراني غريبة أو متقلبة المزاج أو مستهترة أو ربما خائنة ـ ولكني لست كل هذا فأنا فقط عزيزي فتاة عرفتها وصادقتها وفهمتها إلي حد كبير وليتك لم تفعل لأنك بفهمك لي وشعورك بي جعلتني أقترب منك أحادثك ، أسمعك ، أحاورك ، أجادلك ، وأتفق معك كان لقاؤنا كله اتصال لا توجد لحظة ننفصل فيها حتى سكوتنا اتصال لأن بعده يعرف كل منا فيما كان يفكر الآخر ظن جميع من حولنا أن حب وربما أنا أيضاً ظننت هذا ولكن أنت لم تكن تظن بل كنت تحب تحبني ولا أنكر فقد ارتحت لهذا أو وهمني قلبي أنني أبادلك لم نتصارح ولكننا تصارحنا بتفاهمنا بلقائنا الروحاني السامي ـ ولكن ما حدث أنني عندما حضرت حفلة صديقنا لؤى منذ شهرين قد رأيت أخيها العائد من الخارج ولا أعرف ما حدث لي عندما رأيته لم أكف عن النظر إليه أو ملاحقته وهو كذلك وتكلمنا ولكن كان شعوري مختلفاً لقد شعرت ليس فقط بأنني أريد الحديث معه مثلما كان معك ولكن أريد الحياة معه وسألت عن كل شئ في حياته بينما لم أكن أسأل عن أخبارك السابقة ـ شعرت بالغيرة لأنه كان يحب قلبي وعرفت ما يجب وفعلته وما لا يحب وتركته تمنيت أن أزيل ما كان في قلبه وتبادلنا المكالمات التليفونية وكثرت زياراتي لصديقتي وكانت سعيدة لأن أخاها بدأ يخرج من مشكلته السابقة وكنت أسعد بكلامها وهكذا تطور الحديث بيننا حتى قال لي بعد شعوره بحبي الذي لم أخفيه ( لقد اقتحمته ) لقد قال لي إنه يحبني ويري أنني سأعوضه عما فأته وكم كانت سعادتي عندما طلب التقدم لخطبتي شعرت أن كل الدنيا ملك لي وتخيل أول من فكرت أن أخبره هو أنت ـ نعم فأنت الصديق الصادق ـ ربما تعجب من كلامي ولكني حقاً لم أخدعك ربما لشعورك بتغيري وإنشغالى وبعدي عنك أفصحت عما بقلبك وطبت يدي ربما لو أفصحت قبل شهرين كنت قد سعدت ولو أني لم أشقي بكتمانك ولكن الآن لا أستطيع وأنا التي أتيت إليك لأحكي لك عن مدي سعادتي ولكن لم أستطع الرد عليك واكتبه إليك الآن عزيزي ربما كنت صديقاً ربما أخا ربما ... ربما أحببتك يوماً ولكن لم احبك أنت أحببت ارتياحي لك ومعك لذا لا تسميه حب لك ولكن كنت احب فيك أنا . } رسـالــة أمـــي { ><><><>< ... تلك رسالة أمي إلي قالتها لي عند أزمة مرت بي جعلت توازني يختل وأفقد الثقة في كل الوجود إنها أزمة الو مرت بأقوى النساء ستنهار قوتها وتفقد الثقة في كل من حولها إلا في أمها فلأمي حكيت وأظهرت ضعفي وبكيت وكم حقاً في تلك الأيام تألمت فانتظرت أمي حتى هدأت ثورتي قليلاً وجفت دموعي وقالت لي : ... إبنتى أنا من أضعتك كما أضعت نفسي من قبل نعم فقد رأيتك منذ طفولتك صورة مني بنفس الضعف والسكينة والخوف وكانوا يقولون عنك رقيقة المشاعر وأصبحت فتاة بنفس الصفات وكنت أري خوفك في كل شئ في كلامك وخروجك في حياتك كلها ولكن حبيبتي فاقد الشئ لا يعطيه ـ ربما تعتبريني أفضل أم ربما تريني أما عاقلة ولكني أراني أما فاشلة ضعيفة فأنا من أورثتك الضعف والسكينة أنا من كانت تفضل الصمت علي حقها علي أن تتكلم وتغضب من حولها ـ حبيبتي طوال عمري وأنا أخاف عشت عمري كله أخاف من كل شئ أخاف من الموت ومن ضياع من أحب ومن ضياع الحب ذاته أخاف علي جمالي أخاف كنت أعيش في قلق دائم يا ابنتي وعندما تزوجت استمر معي الخوف وزاد عدد من أخاف عليهم وزاد قلقي فأصبحت أخاف علي والدك إذا سافر أو مرض وأخاف منه إذا غضب وأخاف عليك وعلي مرضك وحياتك وأنت طفله كنت أخاف إن خرجت كنت أصحبك كنت أجلس معك في الدرس وأطلب من مدرسنك الحضور ولا أتركك بمفردك كنت أخاف وأنت شابة ولا أدعك تذهبين في رحلات مع المدرسة أو الجامعة كنت ألزمك بالعودة بمجرد انتهاء المدرسة أو الجامعة في أسرع وقت ولا أسمح لك بالخروج مع زميلاتك وزاد خوفي بعد موت أبيك لأنه لم يعد لي غيرك أنت وأخوكى الذي أخاف عليه مثلك ولكنه رجل ولم يتأثر بخوفي مثلك وتزوج وتركني فأصبحت أنت كل ما لي وتركز خوفي عليك وحدك ـ حتى عندما تقدم من يخطبك خفت عليك من العنوسة فوافقت وخفت ألا يسعدك بعدما وافقت وهكذا كنت أبث خوف فيك حتى زرعته بك من طفولتك وأصبحت طفلة هادئة خائفة مثل أمك وشابة أيضاً هكذا وتزوجت وأنت هكذا ولهذا كنت خائفة في حياتك خائفة علي زوجك ولكن زاد علي خوفك غيرتك الناتجة من خوفك وعدم احتكاكك ولتغير ظروف الحياة واختلافها بيننا ومع زيادة شكك في زوجك أصبح حقيقة وخانك زوجك وعلمتى وخفتي أن تبوحي أو تدافعي عن حقك وخفت أنا أن اقف في وجهه وأصارحه وأهدم بيتك وزادت المشاكل ومل زوجك خوفك وشكك وضعفك فكانت نهاية حياتك معه بالطلاق وقال إنك إنسانة باردة حتى اعتراضك بارد هادئ ولكنه لم يدر إنك خائفة ـ لقد جنيت عليك يا ابنتي حطمت نفسي من قبل وقضيت علي سعادتي بخوفي وأنا الآن حطمتك بخوفي وخوفك الذي زرعته فيه ولكن تلك الصدمة أفاقتنى فكلامي هذا واعترافي لك دليل تخلصي أو بداية تخلصي من خوفي والآن يا ابنتي ( قالتها أمي بقوة لم أعهدها فيها ) قالت : لابد أن تفيقي فحظك أفضل من حظي وما أعطته الأيام لك أكثر فأنا جاء خوفي من أني أفقت في الحياة وجدتني يتيمة الأب ثم ماتت أمي فجأة وأنا طفلة فشعرت أن كل شئ في الحياة يمكن أن يضيع في لحظة وفقدت الأمان ورباني خالي ولا شئ يعوض عن حنان الأم والأب ولأني وحيدة أبوي فلم يكن لي جليس سوي نفسي مع مخاوفي وهواجسي وهكذا وتزوجت أبيكي صغيرة ولم أكمل تعليمي وفضلوا زواجي لإكمال رسالتهم وإنها مسؤليتهم وكان أبوك يحمل عني مسؤلية كل ما هو خارج البيت وأنا فقط في البيت يخرج إلي عمله وقضاء أمورنا وأنا وحدي في المنزل خائفة عليه وعليك وعلي أخوكي في كل أموركم حتى كبرتم ـ هذا أنا ولكن أنت يا ابنتي فتاة جامعية تعمل في وظيفة وجميلة ولك أصدقاء ولك أخ ولك أم ولك أهل لك أنت شخصيتك وتعليمك وكيانك فإن خان زوجك وذكر عيوبك فربما كان هذا ميلاد لك يا ابنتي ميلاد لا بنتي حنان الجديدة تعرف ما تريد وتقوي علي الوصول إليه بإرادتك وعملك ـ أترين يا ابنتي فلا بد أن تفيقي وربما تزوجت زوجك تقليديا بلا حب إذن فجرحك جرح كرامة ولا يزيد عليه جرح القلب في الحب إذن ستنالى الحب في يوم ولكن لا تخافي يا ابنتي كوني قوية أقوي مني ومن نفسك السابقة ولا تدعي تلك الأزمة تحطمك فهيا يا ابنتي لن يجفف دمعك سوى يدك ولن يداوى جرح قلبك سوى إرادتك ـ فكوني قوية القلب والإرادة تلك كانت رسالة أمي التي أفاقتني وكشفت ذاتي أمامي وكانت بمثابة طوق النجاة الذي رمي لي في بحر أحزاني وصدقتي كانت بداية لـ حنان جديدة قوية العزيمة ومطمئنة القلب حتى قابلت الحب وتزوجت علي وضوح وبأمان وعشت حياة مطمئنة مع زوجي ورزقني الله بطفل وطفلة أسميتها علي اسم أمي وفاء وكانت رسالة أمي رحمها الله لي بداية حياة .

شادي فيروز



شــادي فيــروز {
... كلما سمعت أغنية فيروز الجملية الحزينة الرقيقة ( أنا وشادي ) بكيت من قلبي حتى وإن كان بلا دموع فالحزن الصامت أقوي وقعا من الصراخ والعويل فكأن فيروز عندما تغني تذكرني بقصة صديقتي التي حكتها لي .
** لقد قالت : وكلها ألم وحزن أشعر أن هناك قلبا يستطيع تحمله أو تقديره إلا من كان في مثل صدمتها التي تعيش بداخلها منذ سنوات : في ذات يوم كنت ذاهبة إلي الجامعة قابلت شابا وألقي علي تحية الصباح فأجبته بابتسامة عادية ولم أعره اهتمام بل لم أتبين ملامح وجه وكنت أذهب إلي المكتبة لأعد بحث طلبه منا المعيد في السكشن فوجدته كل يوم يقابلني ويلقي علي التحية ولم ألا حظ شيئاً ولم أتبين حتى شكله ولم يشغلني الموضوع إطلاقاً حتى جاءت زميلة لنا وقالت لي ألا تعرفين محمد إنه يكبرنا بعامين في الكلية ألا ترين اهتمامه بك وملاحقته لك إنه يسكن في شارعكم في العمارة المجاورة للعمارة المقابلة لكم ويعرفك ـ ففسرت إلقاءه التحية علي أحيانا في الشارع وفسرت معرفته وإلقاء التحية علي وبالتالي جاءني تفسير كل شئ سابق ولكني أقسم بالله لم أكن أعرفه ربما لانتقالهم حدوثاً إلي شارعنا أو ربما لأني لا أتعمد النظر إلي بلكونات الجيران ـ المهم أني لم أكن أعرفه ولكن منذ تلك اللحظة التو أخبرتني فيها عزة زميلتي بهذا اـكلام وأنا لا أعرف ماذا حدث لي أصبحت أترقب تحيته وانتظرها وأتمناها أصبحت أبحث عنه ولو في جدوله وأتعمد الوقوف مع زميلاتي أمام المدرج الذي هو فيه حتى أراه في خروجه أصبحت أراقب شقتهم أتمني أن أرام في كل لحظة وبدأ يظهر علي الارتباك عند رؤيته وكأن الشاعر قد نظر إلي حينما قال " الحب تفضحه عيون " وبراءة خوفي مـ أن يعرف مشاعري هو أو أو إنسان ؠخر وكأن مشاعري جرم يعاقب عليه كنت أظهر الجفاء لم وكأنني أفتعل هذا ربما لخجلي ربما لرغبتي في إلحاحه أكثر واقتحامه لي أو ربما لخوفي من الناس والمجتمع وتقاليد العائلة ربما ... ربما ... ولكني في النهاية كنت أفعل هذا ـ ولكني قد أحببته ومهما تمر السنين ءشعر أنه لم يكن هناك حب في حياتي بتلقائية وبراءة ( أفلاطوني ) سوى حبه ـ فقد كنت ءنام مبكراً تعجلاً للصباة لكي ألقاه وكنت أحب الجامعة وأحرص علي كل يوم كنت أحب الشارع الذي يسير فيه أحب زملاءه أحب الأساتذة الذين يقف أو يجلس أمامهم أحب سماره وكل ما لونه أسمر من أجله أحب الألوان التي يرتديها أحب تسريحته وأحب كل تسريحة تشبهها ... أحبه ... أحبه .. وكنت كلما رأيته أنظر إليه من بعيد وأحملق وكنت النظرة تلقائية وتنطق بكل ما في قلبي من حب وتذكرني بأغنية عبد الحليم حافظ والتي يقول فيها " ونظرة من بعيد لبعيد تقول حبيت " حقا كانت نظرتي إليه تقول أحبك وكنت أشعر أن نظرته تقولها ـ ولكن الألسن لا تنطق ولا تبوح إلا بالاهتمام والسؤال الرقيق العفيف فقط منه والجفاء والكبرياء مني رغم أني أتمني وأحلم أني عندما أراه سأجري إليه وأنسي كل الدنيا وأرتمي في أحضانه أقول له أحبك بكل ما في لحب من معاني راقية سامية ـ ولكن لا أعرف لما كنت أحجم عن كل هذا وأبدله بالجفاء لا أعرف ربما أني كنت إنسانة معقدة ربما كان يخيفني كل هذا الحب وأخاف أن يراه أو يشعر به ربما ... ربما ... المهم أن هذا ما كان يحدث ـ ظللنا علي هذا الحال ربما لا تصدقين ولا يصدق أحد عامين وأسافر إلي أماكن وأعود وهو تخرج في العام الأول ولم أعد أراه إلا نادراً في الجامعة لأنه دخل الجيش ولكني كنت أتبع أخباره وأسمع من زملائه أنه يتبع أخباري وتستمر النظرة من بعيد واستمر في حبي وشوقي ووفائي حتى جاء يوم وتقدم لي زميل له لخطبتي وعلمت من زميله أنه كان قد أخبره عن حبه لي ورغبته في الارتباط بي وقد كان زميله واسمه علي قد أخبر أخي بطلبه ولكن أخي قال له قبل السنة الأخيرة في الجامعة حتى تكون الخطبة عاما واحدا ويتم الزواج بعد التخرج وقد التزم علي وحرص علي عدم أشغالي حتى أنجح وأتم دراستي كان إنساناً ممتازاً في كل شئ عاقلا رزينا غنيا ناجحا عكس محمد في بعض الأشياء محمد به حيوية الشباب وكله حياة ونشاط يشترك في معسكرات الجامعة والمسابقات الرياضية له شلة أو مجموعة لا ينجح بتفوق ولكنه ينجح ولكن علي كان متفوقاً وناجحاً ولكن أحب محمدا بكل عيوبه ولو كانت أكثر من أنه " طايش" علي حد تعبيرهم لما يحمل من تلك الصفات السالفة الذكر أحب سماره وشقاوته أحبه ولكنه لم يفصح وفهمت الآن لما يفصح لأنه من غير المعقول ألا يكون قد شعر بي برغم صدي وإظهار الجفاء أو البعد ولكن الحب لا بد أن يستشعره المحبوب وأنا علي ثقة أنه رسالة بين القلوب لا يلزمها لسان ليقولها أو يعبر عنها ولكنه ربما لم يفصح لعله برغبة علي في خطبتي وموافقة أخي علي ذلك ورؤية محمد أن علياً الأنسب مادياً وعائلياً و .... وبالتالي عاملني محمد علي أني مخطوبة ولكني رفضت علي بحجة أنني لن أفكر في الزواج إلا بعد إتمام دراستي ـ وتمنت أن أقابل أخته أو أي شخص قريب منه لأخبره أني رفضت عليا ولا أريده ولم أخطب له يوم من الأيام حتى يفهم محمد ويفحص ويقول لي كلمة تمنيتها شهور وليالي وحلمت بها ولكني لم أقابل أحداً وفي يوم كانت في زيارتي زميلتي التي أخبرتني عن اهتمام محمد بي وكانت صديقة أخته وقالت أن محمدا مريضاً منذ يومين مصاب بسخونة وعاد من الجيش مريضاً وأن أمه تسأل عني وعن أخبار وخطوبتي وأنها أخبرتها أنني رفضت العريس فسعدت بذلك وحلمت أن يأتي محمد ويقول لي ما تمنيت أن أذهب وأطمئن عليه ولكن شئاً ما كان يقبض صدري لا أعرف ما هو ؟ لا أعرف ؟ ! فقط أشعر أني مقبوضة انظر من البلكونة لعلي أري منزلهم أو أراه ربما يقف في البلكونة ربما ينزل إلي الشارع ليته يفعل وفي هذا اليوم لم أنم ليلتي و الخوف لا أعرف لما يتملكني و أقسم بالله لم أكن في حياتي بهذه الشفافية في عمري كله حتى الآن ولا أتمني أن أكونها بعد هذا وقضيت ليلتي بين خوف ورجاء خوف لا أعرف سببه ورجاء أن يعرف محمد أني له ويعترف لي ولكن خوفي غالبني وفي الصباح وطوال يومي كنت أشعر أن الحياة كئيبة حزينة وأجمة ولم أعرف لماذا ظلت علي هذه الحالة حتى بدأت الشمس في الغروب وكنت أشعر بشجن عند الغروب ولكن في هذا اليوم شعرت بخوف ورهبة وكنت في كل لحظة وأخري أخرج إلي البلكونة انظر واستمع وكأني انتظر شيئاً ولكنه بالفعل ليس سعيداً فتوتري الغامض أشعرني أن هناك مجهولا رهيبا سيأتي وبالفعل أثناء وقوفي في البلكونة انظر يميني إذا بصرخة سلا أنسي وقعها ما حييت صرخة دوت في الدنيا بأكملها إنها صرخة أم محمد لقدم م م أ ت محمد ماتت دنيتى وضاع عمري وتحطم فلبي ولم أبال بأحد ولم أشعر بمن حولي ظلت أصرخ دون توقف وظلت علي هذا الحال ربما شهرا ربما أكثر لم يعد وقتئذ الوقت له أي قيمة والمهم حتى بعد أن جفت دموعي الظاهرة لم يجف نزيف قلبي ـ لم يقف صراخي بداخلي لم ينته ندائي علي محمد تميت الموت لم آكل كنت أسير في الظلام وأبكي لعل روحه تأتيني كنت أتمني أن أراه أن أعترف له أني أحبه ولم أحب غيره ولم أكن أعرف ما هو الحب إلا عندما أحببته ..... أحببته بكل ما فيه من عيوب و مميزات ولكنه لا يسمعني اكتشفت بعده أنني كنت أحيا به أتنفس أسير كل شئ في حياتي كأن به ربما لا يصدق أحد ولكن سيصدقني من أحب ويعرف معني الحب ومعني أن تعيش بمن تحب ـ تلك هي قصتي وقد مرت السنين وقد تزوجت عليا وكان نعم الإنسان وأنجبت أطفالاً ومات أبي وماتت أمي ولم أحزن عليهما مثلما حزنت علي محمد فهو حزن عمري وألم حياتي وكلما مرت السنين وأنا أكبر أتذكر فيروز عندما تقول ( وأنا صرت بكبر وشادي بعد صغير عم يلعب علي التل ) فما زال محمد في حياتي الشاب النشيط الرياضي الذي قابلته في المكتبة وأتمني أن أذهب وأبحث عنه هناك ربما أجده أو أجد طيفه ربما ـ لا تنظري إلي علي أن خائنة له فأنا وفيه أحب زوجي وأحترمه وأحب أولادي وحياتي مستقرة ولكن هذا ما حدث لي ولا أستطيع نسيانه رغم مرور السنين وما زلت أقر أله الفاتحة وأتذكر ذكراه في كل عام وما زال في نظري شادياً .

حلم عانس



حلــــم عانـــس {
><><><>< ... وصلني اليوم خطاب من صديقة لي في لبد شبه ريفي فهو مدينة تختلط بها المدينة مع الطابع الريفي فبعض أحيائها عمارات عالية يسكنها أناس لا يعرف بعضهم جيداً وبعض أحيائها بيوت لأهالي المدينة الأصليين ذوي الطابع الريفي وربما ما زال يحتفظ البعض منهم بالحيوانات ويذهبون إلي الحقل في وسط شوارع المدينة المرصوفة ووسط العمارات ويعتبرون أنفسهم أفضل من هؤلاء ساكني العمارات الذين علي حد قولهم لا نعرف لهم أصلاً كما أن هؤلاء السكان الأصيلين لم يتركوا المدينة ، فبجاني البيوت الفرحي كما يطلقون عليها لديهم الشقق والبيوت المعدة كأحدث البيوت مفروشة بالسجاد والموكيت وبها كل الأجهزة الكهربائية والمهم أن صديقتي من هؤلاء السكان الأصليين وعائلتها أكبر عائلة في تلك المدينة وأهلها ذوو مناصب عالية في المدينة والمحافظة كلها صديقتي كانت علي قدرة معقول من الجمال معتزة بنفسها بأهلها كريمة كم أغدقت علينا وقد غابت عني من سنين حيث تفرقنا لا أعرف أخبارها سوي من بعض الخطابات التي تصل منها بين الحين والآخر وهذا الخطاب طويل بعض ففيه حكاية صديقتي التي حدثت لها أخيراً والتي تركت في نفسها أبلغ الأثر وأحزنه تقول صديقتي في رسالتها : ... صديقتي ألوذ بك و أشكو لك ولعلي التمس في شكواي إليك بعض عزتي وكرامتي واعتزازي بذاتي ولعي أرمم ما كسره الزمن في ولعلي أجد عزائي لديك ـ لعلكى تفيقيني من أحزانى وصدمتي فما حدث لي يكن يخطر علي بال في يوم من الأيام أتذكرين أيام شبابنا . ... أيام كنت أرفض الذين يتقدمون إلي لعدم مناسبة ظروفهم العائلية أو المادية أو التعليمية لي ـ أتذكرين كم عددهم ـ كانوا كثيرين ظل حالي هكذا و وبينما تزوجت تقريباً كل زميلاتي بل وأنجبن الأطفال وبدأ عدد من يتقدمون إلي يقل بل أصبح منعدما ولم يعد يطرق بابي شاب واحد يطلب يدي وتزوج أخواي وأصبح في بيتنا فتاتان جديدتان هما زوجتا أخوى كلتاهما أصغر مني وأنجب أخواي أطفالاً وأنا ما زلت قابعاً في المنزل لا يشعر بي ويحزن علي سوى أمي التي لا تكف عن الندم علي رفضنا الشباب وتخاف علي من الأيام ومن زوجتي أخوي إذا هي أصابها مكروه و لا تكف عن ذكر هذه المخاوف كل الندم ـ والحقيقة أنا أيضاً أخاف فلقد رفض أخواي أن أعمال وقالا لي نحن لسنا بحاجة وخشيا علي من كلام الناس في أنهم أخرجوني للعمل لأصرف علي نفسي أو لأصطاد عريسا ـ المهم أنني لا أعمل وبيتنا كبير حوله حديقة وكل الدور الأول فيه لي أنا وأمي والدور الثاني به شقتان لأخوي ـ فعندما أتخيل وجودي وحدي في هذا البيت الكبير والعالم الأكبر أشعر بوحشة كبيرة ولما لا إذا كنت أصلا عندما تنام أمي وأسهر أنا أشعر بتلك الوحشة والتي شعرتها تلك الليلة بصورة رهيبة فقررت الكتابة إليك ـ هذا كان حالي منذ ثلاثة أشهر ومنذ تلك الفترة كان يزورنا ابن عمي وهو متزوج ويعمل بجمرك الإسكندرية وبحضر إلي بيت أبيه في الأعياد هو وزوجته وأولاده وبالطبع يحضر لزيارتنا أيضاً وفي العيد الماضي حضر إلينا ونحن لدينا في المنزل حجرة كبيرة للضيوف الرجال تسمي ( المندرة ) تقابل غرفة الجلوس عندكم ولكن أكبر حجماً وكان ابن عمي قبل هذا يحضر وحده فيجلس مع الرجال في المندرة وربما مرت سنين لم أره لقصر زيارته ولعدم دخولنا علي الرجال في المندرة ولكن هذا العيد أحضر زوجته وأولاده فدخلوا إلينا ليسلموا علي أمي وزوجتي أخوي والجميع فرآني ابن عمي وتعجب وحزن من أجلي صمت ولم يفصح إلا عن شوقه إلينا جميعاً وسافر ويبدو أنه أشفق علي فوجدته يتصل بإخوتى ويقول إن لدية عريساً لي ـ قريب لزوجته ـ أرمل وله طفلتان ويريد بنت ناس طيبين لتعيش معه ويبدو أن سنين الوحدة وعدم طلب أي شاب لي جعل هذا الطلب لا يفزعني أو يدهشني أو يحزنني ـ بل فرحت لأني سأعيش في إسكندرية وأترك البلد بكلامها وزوجتي أخوي بعيونهما وهمساتهما و... وكل شئ أرحل وأنسي صفحة من حياتي ـ وما يفيدني أربي له ابنتيه اليتيمتين وأعيش معه فأنا الآن أربي وأراعي أبناء إخوى فهما مثلهم لا مانع ـ المهم تحدد الموعد وحضر العريس وجلس في غرفة جلوس أخي الكبير في الدور الثاني وحضرت زوجة ابن عمي معه ودخلت علي العريس ووجدته ما زال شاباً وليس عجوزاً كما كنت أتخيل وقد قالوا لي أنه حضر بسيارته فطبعاً شعرت أنه شئ ممتاز وفرحت ولكن لم أنطق لحرج الموقف ولأني أصلاً أنا ليس لي علاقة جيدة بزوجة ابن عمي يدور حديث بيننا لأنه لم يدخل سواها معي حتى لا أخجل وبعد اللقاء سافر وقال ابن عمي لأخوتي إنه سيتصل بهم في القريب وأوضح ابن عمي أن العريس موافق وقال أريحوه في التفاصيل المادية وقال أخواي لا مشكلة في تلك الأشياء المهم الشخص مادام من طرفك ومعرفتك فنحن مطمئنون وكأنني يا صديقي صغرت عشر سنوات وبالحق الجميع فرح أخواي وزوجتاهما وأولادهما وأمي كانت فرحتها لا تصدق وأخذت تخرج لي ذهبها الذي تحتفظ به وتقول سأهديه إليك فأنت أولي من زوجتي أخويكى وأخواي يعدانني بأحلى جهاز وأخذنا نحلم جميعاً حتى أولاد أخوي كانوا سعداء وكانوا يقولون لي ببراءة ( نروح عندك إسكندرية يا عمتي ) وكأني سأذهب أكيد وظلنا ننتظر أسبوعاً واثنين شهراً أكثر ولم يأت أحد ولم يتكلم أحد ولم يخبرني أخواي بأي شئ وبالطبع لم أسأل ولكني لاحظت تغيراً في معاملة أخواي وزوجتيهما وربما الأكثر زوجتيهما لاحظت بعض التجاهل وشيئا من الاستهزاء ولكني كنت أكذب نفسي حتى لا أواجه نفسي بالحقيقة ولكني ظلت انتظر ربما هناك شئ لدي العريس أو بعض الأمور التي يصفيها وسيأتي ولما لا يأتي فأنا حقاً لم أعد جميلة ولكني لست قبيحة ومن عائلة وأحمل شهادة جامعية فما المانع ـ حقاً إنه رجب أنيق ميسور الحال وعاش حياة المدينة الزاخرة بكثير من النساء الجميلات ولكنه أيضاً أب لطفلتين وأرمل وأنا ما زلت فتاة ـ ظل كبريائي يساندني ورغم رؤيتي لحزن أمي ولكني لم أشأ أن أسألها وهربت من عينيها ومن إخوتي وزوجتيهما ومن كل من حولي لخوفي من مواجهة الحقيقة ولكن ما حدث بعد قرابة شهرين أن ابن أخي كان يعبث في بعض الأشياء فأفسدها فنهرته وتوعدته بالضرب كما أفعل دائماً ولكن الولد في هذه المرة غرس في خنجراً وصوب إلي نفسي ألف رصاصة لقد قال ابن أخي كلمة تعبر عن خيبة أمله في وعدم وجود حافز لدي لكي يطيعني فقد كان سعيداً بأنه سيذهب إلي إسكندرية ولكن الآن قال ( خلاص مش ح تروحي إسكندرية العريس مرضاش بيكى ) ولك أن تتخيلي وقع هذه الكلمات علي قلبي ونفسي وكل كياني وهجم علي المرض والحزن وطال حزني وصمتي وحال الجميع إدخال السرور علي نفسي ولكن كان حزني أكبر من أن تذيله كلمات العالم بأكمله فلم أكن أتخيل أن يأتي هذا اليوم علي نفسي ويقال عني لفظ عانس ولكنه حدث وأصبحت عانساً ويبدو أنه مجرد أن أفكر أنه سيأتي يوم وأتزوج يعتبر هذا حلم عانس .