الأربعاء، 6 أغسطس 2008


رشفة واحدة تغنى
جفف الدمع يا ارق من عرفت واعلم إنني أخذت كل ما تمنيت يمر أيلان أمامي عمري الحزين وفاة أبى المفاجأة ووقوفك بجانبنا انا وأمي ومرض أمي وزواجك وسفرك وحبى الذي نمى بداخلي من طفولتي إلى صبايا كنت دائما تسألني لما لا أتزوج تخرجت من الجامعة وشغلت نفسي بالدراسات العليا فقلت عندما انتهى من دراستي تخبرني بميعاد قدومك فاهرع لاراك مع زوجتك وابنتيك ولكن يكفيني أن أراك لقد كنت لي كل الرجال زرعت في روحي وكياني وفتحت عيون قلبي عليك ونمت روحي بحنانك الغزير لم تنسى أمر قط لي تهاتفنى وتراسلني بكل الأحداث تطمئن دائما على وخاصة عندما رحلت أمي عرضت على السفر معك ولكنى رفضت يكفيني أن أسمعك وأنت تتحدث عن زوجتك من المؤكد أن ألمي سيتضاعف عندما أراك معها ليس بإرادتي ولكن اقسم بالله أن لم أرد لك سوى أن تكون سعيد وكنت أنت غير سعيد بل زادت الآلام فبقدر حنانك كانت عقليتها المادية وبقدر رقتك كانت فظاظتها وتعجبها من أسلوبك في الحياة وتراه غريب وبالفعل أنت غريب في الحياة وزادت غربتك وبالفعل لم تدم الحياة بينكم وانفصلت عنها بعد حصولها على ما يكفيها من المال لها ولابنتيك وظللت ترعاهما وعادت هي إلى مصر بابنتيك وظللت أنت تتردد على مصر لرؤية ابنتيك ورؤيتي ولم تقبل هي علاقتي بها وبابنتيك فحزنت لذلك فقد كنت أتمنى أن أكون قريبة منهن لأنهن جزء منك وكنت أشاركك في ألمك و ألقاك كلما عدت لمصر حتى كانت تلك المرة التي زاد فيها شعورك بالوحدة وطلبت منى أن أجد لك عروس انسانة مناسبة تشاركك آثامك وتؤنس وحدتك وتعوض معها ما فاتك وطلبت منى أن تكون مثلى حتى تفهمك مثلما فهمتك وتشعرك مثلما شعرت بك فوجدت كل الماضي يظهر مرة واحدة وحبى يفور من داخلي أقول لك ولما لست أنا فتتعجب وترى هذا ظلم لي فأنت تكبرني بسنوات وأمامي العمر ولا ادعك تكمل الحديث وافصح لك عن حب عمري وحلم المستحيل الذي يتحول إلى ممكن الآن وقلت لك بكل قوة ومن بين دموع و أمسكت بيديك معلنة بقوة حب عاش سجين سنوات طويلة قلت لك احبك وأنت من أتمنى وصارحتك بسر عدم زواجي بأنه لم أتخيل أن أكون لغيرك فكلى ملكك فكيف اخدع أي إنسان أخر واخترت بإرادتي أن أحيا لحبك وكانت المفاجأة شديدة عليك وطلبت منى مهلة للتفكير ولكنى رفضت أمسكت واحتضنتك بقوة كأني امسك بأخر أمل لي في الحياة وبكيت بحرقة ورجاء وربت أنت على ظهري وضممتني بحنان وقلت لي أخاف أن تندمي فنظرت لك من خلال دموعي وقلت اندم أن يتحقق حلم عمري انه حلم عمري أرجوك ولم أتمالك نفسي وارتميت في صدرك ثانية باكية وضممتك بقوة كأني امسك بك حتى لا تفلت منى ويضيع الأمل ثانية فأمسكت بكتفي وأبعدتني عن صدرك ونظرت في عينيي وقلت لي ولكن سأطلب منك طلب قلت وقد دب الأمل في قلبي متعجلة أوافق على كل ما تطلب قلت لي أرجوك إذا شعرت بالندم أو عدم الرغبة في البقاء معي أخبريني وسوف أمنحك حريتك وإذا تراجعت في أي لحظة أعلميني ولن اغضب منك وسأفعل لك كل ما تريدين فقلت لك هل اندم على أنى نلت حلم عمري هذا محال وضممتك ثانية وكأني أخشى أن تفلت منى وعاهدتني يومها انك ستجعل عمري شهر عسل لا ينتهي وستأخذني إلى كل العالم وستمنحنى كل ما حرمت منه وبالفعل يا كل أملى زرت معك كل الدنيا وسعدت معك كل السعادة لا أظن أن امرأة في الدنيا نالت ما نلت أنا منها فأنا معك ذقت كل الحب وارتويت بالحنان رأيت معك ما حلمت به وما لم يصل إليه خيالي أغرقتني بكرمك كرم مشاعرك وكرم عطائك المادي لبست اجمل الثياب واغلى الحلي ماذا أقول لك أنت أعطيتني كل الحياة ما يمنح لآلاف النساء في عمر منحتني اياه في شهور حتى جاء هذا الألم لا أنكر انه كان موجود ولكن سعادتي كانت تنسيني ألمي وكنت ارفض أن يضيع بعض الوقت في شئ غير حبك واعتذر حبيبي أن الألم أدخلني في غيبوبة فافصح عن نفسه ولم اكن أريد الإفصاح اعلم حبيبي فالأطباء هنا في لندن لديهم شجاعة وصراحة لا تجعل اى امر يخفى على المريض لقد أخبرني الطبيب حبيبي أني في المرحلة الأخيرة من المرض وانه مجرد ساعات وسأدخل في غيبوبة نهائية أنا لست حزينة يا عمري يكفيني أن الله قد انعم على وافقت لاراك الآن وتكون أخر ما أراه لا تبكى فالعمر ليس بطوله ولكنه يحسب بمقدار ما نناله منه من لحظات أو ساعات سعيدة الناس في حياتهم لحظات من السعادة هل تعلم يا زوجي الحبيب لقد ادخرت لي الدنيا سعادة عمري أعطتني اياها في رشفة واحدة هي حياتي معك وكانت كافية أن تشبعني وتنسيني كل الآلام قرب وجهك منى اجعل ملامحك تحفر في عقلي دعني ارتشفها مع أيامي السعيدة معك ولتكن أخر ما تغمض عيناي عليه أما أنت لا تحزن واستمر في حياتك وامنح السعادة لغيري حتى نلتقي ولكن اعلم انك أعطيتني ما تمنيت إلا يكفيك لتجفف دمعك إني ارحل وأنا سعيدة وراضية عن الدنيا واحمد الله انه منحك لي صورتك تهتز أمامي قرب اكثر منى أن الأشياء ت ت ل ا ش ا ت ت ل ا ش….

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق