الخميس، 7 أغسطس 2008

الحقيني يا رحي



ألحقينى يا رحىلماذا قدرنا نحن النساء أن نكون عرائس مسرح تحركنا خيوط في أيدي زوينا ومجتمعنا فكل فتاة تعيش تحت وصاية الأب والأخ وكل ما هو مذكر له حق السيادة عليها وعندما تتغير الحياة وتصبح زوجة تكون في نفس الموقف فقط ينتقل حق السيادة من ذكور العائلة إلى زوجها أو ربما يضاف إليهم ويبقى حق أهلها قائم أضف إلى هذا المجتمع ونظرته إليها إنها كلما زاد صمتها وقل جدالها وفاض إذعانها كلما كانت اجمل واعظم ويا ويلها من السياط التي تسمى السنة لو أنها عبرت عن آرائها أو جادلت في أمور تخصها وبالطبع أقسى لو كانت تخص غيرها فليس لها حق في هذا إنها كائن تابع وليس متبوع سواء في الفكر أو الحركة كنت اجلس في جلسات الأخريات واسمع شكواهم وأنا غاضبة حانقة عليهم اكثر من الأخريين لماذا لم يثرن ويرفضن الخضوع لماذا يرضين بهذا الموقف الضعيف السلبي يا لهن من عاجزات لا يملكن سوى التذمر كنت في إحدى الجلسات استمع فيها إلى زوجات يكبرنني بسنوات تقترب أو تزيد عن عشر سنوات وكانت كل واحدة تحكى عن زواجها وكيف أنها ودعت حبها ولم تستطع الدفاع عنه فمنهم من تقدم حبيبها للزواج منها ورفض أهلها ولم تستطع الدفاع عن حبها وتزوجت بإرادة أهلها وعاشت حياة مزدوجة فهي بروحها وقلبها مع أحلامها ولكن بجسدها وعقلها مع زوجها وأولادها ومنهن من تركها حبيبها وعاشت المها في صمت وتزوجت به ولكن الصفة الغالبة على حياتهن جميعا هي اللامبالاة بالسعادة الخاصة بهن ويرون أنها حلم كان في الماضي ولن يعود وتناسوا مشاعرهن الخاصة وحاولن الانسجام مع الواقع ومعايشته ويرون أن لا فائدة من الأحلام ويراعين الله في أزواجهن رغم المهن كنت استمع في كل مرة ولكل واحدة بألم خاص وكانت تفيض دموعي رغم حنقي عليهم ولكن عندما يقصصن كيف ان كل الظروف كانت تمنع حتى مجرد الإفصاح عما بنفوسهن أعود أشفق عليهن فكيف كن يتحملن كل هذه الآلام كيف يكون القلب والروح في مكان والجسد يمتلك في مكان سبحان الله هذا ألم لا يشعره ألا من عاناه ويزيد أن المهن لابد أن يظهرن عكسه لابد أن تظهر كل واحدة منهن بمظهر السعيدة بما نالت وبما تحيا وكنت أدعو لهن لانه ليس هناك حل سوى الاستمرار والاستسلام وكان هذا يزيد تصميمي على أن اكمل دراستي في مجتمعي الريفي هذا ربما تمنحني شهادتي الجامعية قوه لم تمنح لهن أتستطيع اختيار حياتي وبالفعل أتممت دراستي وكان لي زميل من نفس البلد تسافر سويا ونعود سويا في القطار واقترب كل منا من الأخر وكان يشعر بأخته التي تعانى من ظروف مجتمعنا الريفي ويرى أن النساء في بلدنا مظلومات ولن أقول إنني صارحته بحبي ولكن لا أنكر إنني أحببته وتمنيت أن يكون شريك عمري وافصح هو عن مشاعره وتقدم لخطبتي وكانت الصدمة أن أبي رفض زواجي منه وليس مهم السباب ولكن المهم انه رفض وهذا قرار نهائي ليس لي رأى فيه وحاول حبيبي اللجوء إلى وطلب منى الصمود ورفض تعنت أبى واعلان العصيان على أبى وحاولت مجرد محاولة لسؤال أمي فكانت كمن صعق فكيف اجرؤ على الحديث بهذه الطريقة فلو علم أبى لقتلني فهذه أمور ليس لي شأن بها وتوسلت إليها أن تحاول مع أبى وتجعله يوافق على زواجي من حبيبي فرفضت تماما وقالت لي هذه أمور عادية مرت بها كل البنات وسوف تتزوجين وتنسين وطلب منى حبيبي وضعهم أمام الأمر الواقع والزواج سرا ولكن رفضت وضع أبى وعائلتي في وضع كهذا في مجتمعنا وقررت أن انتظر ربما تغير الأيام من رأي أبى وتسمح الظروف وسأرفض الزواج من غيره وبالفعل كنت أجد أسباب للرفض وظل الحال هكذا لاربع سنوات وأنا أرى حبيبي على فترات متباعدة او اسمع صوته على فترات متباعدة ولكن مازلت أحيا بأمل الوصال وفى يوم وصلني خبر حطم كبريائي وأفقدني التوازن لقد تمت خطبة حبيبي لابنة خاله استسلم لضغوط أمه التي كان يحكيها لي فقد الأمل ونفد صبره او ربما وجد لديها الحب ولن اصف مدى حزني وندمى على سنوات عمري التي ضاعت في انتظاره ولم استسلم حتى أصبحت حديث الأقارب لتأخري في الزواج بالمقارنة بقريناتي من جارات وقريباتي وبعناد قررت إلا يفوت الشهر إلا وقد تمت خطبتي وبالفعل رزقني الله بشاب يتمتع بكل ما تتمناه فتاة ولكنه لا يحمل فكر حبيبي ولا روح حبيبي التي ارتحت لهما وشعرت بامتزاجها بفكري وروحي ولكنه تركني وحالت الظروف دون زواجنا ومرت فترة خطوبة قصيرة فسيحملني زوجي إلى بلد عربي يعمل بها وتحدد يوم زفافي وانشغل الجميع في الإعداد له أمي وأخوتي وأنا أحاول أن اشغل ذهني بحياتي القادمة و أحاول الانسجام مع خطيبي على أنسى حبيبي وقبل الزفاف بأيام ذهبت لدعوة صديقاتي وقريباتي وإذا بي أرى حبيبي ونتبادل النظرات المحملة بالشوق والعتاب والحزن وتيقنت ساعتها أنى لم أنساه وانه لم ينساني ولكنها ظروف الحياة وكانت ليلة زفافي ودقت الطبول ورقص الجميع حتى أنا كان لابد أن اظهر لكل من حولي الفرحة حتى لا يقولون أنى لست سعيدة أو تزوجت رغما عنى وأنا التي كنت استنكر هذا و أعلن أنى لن أتزوج إلا من أريد فأخذت اظهر فرحتي و أعلن حبي لزوجي وانظر إليهن جميعا وهن يصدقن هذى السعادة ولسان قلبي الذي يتمزق يقول لهن في السابق طحنتكن الرحى وسرتن مع الحياة كما أرادت واستسلمتن للواقع وليس حالي إلا شرح لحالكن فها أنا ادخل في نفس دائرة الألم الصامت والفرح الكاذب ها أنا تطحني الرحى وأنا اعن استسلامي لها و أقول بكل يأس ألحقينى يا رحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق