ألحقينى يا رحىلماذا قدرنا نحن النساء أن نكون عرائس مسرح تحركنا خيوط في أيدي زوينا ومجتمعنا فكل فتاة تعيش تحت وصاية الأب والأخ وكل ما هو مذكر له حق السيادة عليها وعندما تتغير الحياة وتصبح زوجة تكون في نفس الموقف فقط ينتقل حق السيادة من ذكور العائلة إلى زوجها أو ربما يضاف إليهم ويبقى حق أهلها قائم أضف إلى هذا المجتمع ونظرته إليها إنها كلما زاد صمتها وقل جدالها وفاض إذعانها كلما كانت اجمل واعظم ويا ويلها من السياط التي تسمى السنة لو أنها عبرت عن آرائها أو جادلت في أمور تخصها وبالطبع أقسى لو كانت تخص غيرها فليس لها حق في هذا إنها كائن تابع وليس متبوع سواء في الفكر أو الحركة كنت اجلس في جلسات الأخريات واسمع شكواهم وأنا غاضبة حانقة عليهم اكثر من الأخريين لماذا لم يثرن ويرفضن الخضوع لماذا يرضين بهذا الموقف الضعيف السلبي يا لهن من عاجزات لا يملكن سوى التذمر كنت في إحدى الجلسات استمع فيها إلى زوجات يكبرنني بسنوات تقترب أو تزيد عن عشر سنوات وكانت كل واحدة تحكى عن زواجها وكيف أنها ودعت حبها ولم تستطع الدفاع عنه فمنهم من تقدم حبيبها للزواج منها ورفض أهلها ولم تستطع الدفاع عن حبها وتزوجت بإرادة أهلها وعاشت حياة مزدوجة فهي بروحها وقلبها مع أحلامها ولكن بجسدها وعقلها مع زوجها وأولادها ومنهن من تركها حبيبها وعاشت المها في صمت وتزوجت به ولكن الصفة الغالبة على حياتهن جميعا هي اللامبالاة بالسعادة الخاصة بهن ويرون أنها حلم كان في الماضي ولن يعود وتناسوا مشاعرهن الخاصة وحاولن الانسجام مع الواقع ومعايشته ويرون أن لا فائدة من الأحلام ويراعين الله في أزواجهن رغم المهن كنت استمع في كل مرة ولكل واحدة بألم خاص وكانت تفيض دموعي رغم حنقي عليهم ولكن عندما يقصصن كيف ان كل الظروف كانت تمنع حتى مجرد الإفصاح عما بنفوسهن أعود أشفق عليهن فكيف كن يتحملن كل هذه الآلام كيف يكون القلب والروح في مكان والجسد يمتلك في مكان سبحان الله هذا ألم لا يشعره ألا من عاناه ويزيد أن المهن لابد أن يظهرن عكسه لابد أن تظهر كل واحدة منهن بمظهر السعيدة بما نالت وبما تحيا وكنت أدعو لهن لانه ليس هناك حل سوى الاستمرار والاستسلام وكان هذا يزيد تصميمي على أن اكمل دراستي في مجتمعي الريفي هذا ربما تمنحني شهادتي الجامعية قوه لم تمنح لهن أتستطيع اختيار حياتي وبالفعل أتممت دراستي وكان لي زميل من نفس البلد تسافر سويا ونعود سويا في القطار واقترب كل منا من الأخر وكان يشعر بأخته التي تعانى من ظروف مجتمعنا الريفي ويرى أن النساء في بلدنا مظلومات ولن أقول إنني صارحته بحبي ولكن لا أنكر إنني أحببته وتمنيت أن يكون شريك عمري وافصح هو عن مشاعره وتقدم لخطبتي وكانت الصدمة أن أبي رفض زواجي منه وليس مهم السباب ولكن المهم انه رفض وهذا قرار نهائي ليس لي رأى فيه وحاول حبيبي اللجوء إلى وطلب منى الصمود ورفض تعنت أبى واعلان العصيان على أبى وحاولت مجرد محاولة لسؤال أمي فكانت كمن صعق فكيف اجرؤ على الحديث بهذه الطريقة فلو علم أبى لقتلني فهذه أمور ليس لي شأن بها وتوسلت إليها أن تحاول مع أبى وتجعله يوافق على زواجي من حبيبي فرفضت تماما وقالت لي هذه أمور عادية مرت بها كل البنات وسوف تتزوجين وتنسين وطلب منى حبيبي وضعهم أمام الأمر الواقع والزواج سرا ولكن رفضت وضع أبى وعائلتي في وضع كهذا في مجتمعنا وقررت أن انتظر ربما تغير الأيام من رأي أبى وتسمح الظروف وسأرفض الزواج من غيره وبالفعل كنت أجد أسباب للرفض وظل الحال هكذا لاربع سنوات وأنا أرى حبيبي على فترات متباعدة او اسمع صوته على فترات متباعدة ولكن مازلت أحيا بأمل الوصال وفى يوم وصلني خبر حطم كبريائي وأفقدني التوازن لقد تمت خطبة حبيبي لابنة خاله استسلم لضغوط أمه التي كان يحكيها لي فقد الأمل ونفد صبره او ربما وجد لديها الحب ولن اصف مدى حزني وندمى على سنوات عمري التي ضاعت في انتظاره ولم استسلم حتى أصبحت حديث الأقارب لتأخري في الزواج بالمقارنة بقريناتي من جارات وقريباتي وبعناد قررت إلا يفوت الشهر إلا وقد تمت خطبتي وبالفعل رزقني الله بشاب يتمتع بكل ما تتمناه فتاة ولكنه لا يحمل فكر حبيبي ولا روح حبيبي التي ارتحت لهما وشعرت بامتزاجها بفكري وروحي ولكنه تركني وحالت الظروف دون زواجنا ومرت فترة خطوبة قصيرة فسيحملني زوجي إلى بلد عربي يعمل بها وتحدد يوم زفافي وانشغل الجميع في الإعداد له أمي وأخوتي وأنا أحاول أن اشغل ذهني بحياتي القادمة و أحاول الانسجام مع خطيبي على أنسى حبيبي وقبل الزفاف بأيام ذهبت لدعوة صديقاتي وقريباتي وإذا بي أرى حبيبي ونتبادل النظرات المحملة بالشوق والعتاب والحزن وتيقنت ساعتها أنى لم أنساه وانه لم ينساني ولكنها ظروف الحياة وكانت ليلة زفافي ودقت الطبول ورقص الجميع حتى أنا كان لابد أن اظهر لكل من حولي الفرحة حتى لا يقولون أنى لست سعيدة أو تزوجت رغما عنى وأنا التي كنت استنكر هذا و أعلن أنى لن أتزوج إلا من أريد فأخذت اظهر فرحتي و أعلن حبي لزوجي وانظر إليهن جميعا وهن يصدقن هذى السعادة ولسان قلبي الذي يتمزق يقول لهن في السابق طحنتكن الرحى وسرتن مع الحياة كما أرادت واستسلمتن للواقع وليس حالي إلا شرح لحالكن فها أنا ادخل في نفس دائرة الألم الصامت والفرح الكاذب ها أنا تطحني الرحى وأنا اعن استسلامي لها و أقول بكل يأس ألحقينى يا رحي
الخميس، 7 أغسطس 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق