الجمعة، 11 أبريل 2008

قتلت بعقلي!!!


بقلم: هناء عبد الهادي
هل تعلم؟! أريد ان أقول لك عد لما كنت عليه ربما يعود الى حياتنا بعض ما كان بها من حياه ربما أراك تبتسم او تبدأ معي حديث او تكف عن الشرود او ألمح فى عينيك لمحة أمل وحياة ماذا حدث لنا كيف أصبحنا هكذا وكيف أعيد ما كان كيف أجعلك رجلي النابض بالحياة الذي يصنع المواقف الضاحكة صاحب المفاجآت التى طالما أبهرتني وأين مداعباتك التي كانت تلاحقني بها وانا عاجزة عن متابعتها وكانت ردود أفعالي عاجزة أمام قوة حضورك وسرعة بديهتك اعترف عزيزي أنى امرأة محظوظة بك فأنت رجل زكى ناجح فى حياته العملية اجتماعي تمتلك روح مرحة وقلب نابض بالحياة معطاء حنون ورومانسي كم من الهدايا الرقيقة أهديتني إياها وكم من الأغاني الجميلة الرقيقة التي شكلتها لى وأهدتني إياها وكنت اسعد بالمعاني وأشعر بالامتنان وبعد الزواج أحاطني بالحنان والرعاية وساندتني في كل المواقف وكنت اب حنون عندما رزقنا الله بطفلنا الأول وكنت دائم المرح والملاطفة له كنت مصدر البهجة فى منزلنا حتى كان ذلك اليوم الذي قلب حياتنا رأسا على عقب وبدل بهجتك وابتسامتك بيأس وشرود حزين ولكن لم يأتى هذا اليوم فجأة لقد جاء بعد معاناة طويلة عانيتها أنا عانيت منذ ان شعرت بزيادة سعادتك كلما عدت من زيارة أختك المريضة كان الشك فى البداية يعذبني قررت قطع الشك باليقين فذهبت مرة بعد ذهابك بقليل بحجة إنني كنت فى الشارع فقررت الزيارة المفاجئة فرأيت ما كنت أخشاه وجدتك فى حالة من السعادة والانسجام مع أخت زوج أختك هى فتاة جذابة لبقة ليس جمالها بالأخاذ ولكنها تمتلك جاذبية خاصة تزداد عندما تتحدث فأنها تستأثر باهتمام كل من حولها لها قدرة على استيعاب من أمامها خفيفة الحركة كالفراشة باسمة مشرقة متفائلة بالدنيا مازالت فى مقتبل عمرها مر على تخرجها من الجامعة عام واحد لم تقبل الارتباط وكانت تقول انها تريد شخص خاص ويبدو أنها قد وجدته فما بدا من ملامحها قبل رؤيتي يدل على ان ما بينكما اكثر من مشاعر عادية إنها تزاوج روحين وما بدا عند رؤيتي يزيد رؤيتي نعم لقد شعرت بخنجر مسموم غرس فى قلبي وكعادتي أخذت الموقف بهدوء وقمت بتحية الجميع وجلسنا لبعض الوقت ثم اصطحبني وعدنا الى المنزل تسألني في الطريق عن صدفة قدومي الى منزل أختك وانا أجيب بهدوء واستمرت الحياة بيننا كما هى في هدوء منى ظاهري وغليان فى قلبي لا يسمع له دبيب فألمي دائما مع نفسي لم أتعود الحديث عنه او حتى عن سعادتي لم تعد تخبرني بموعد زيارتك لأختك ولكنى كنت أراها فى وجهك عند خروجك واعدادك لملابسك وبعض الأحيان الأغنية التى تدندن بها قبل الخروج والتى عفوا من قلبك الى شفتيك فكثيرا ما رددت (اسبقني يا قلبي اسبقني اسبقني وقول لحبيبي أنا جاى علطول يا حبيبي) وكنت أتمزق ولا أبدى شئ استمر الحال لشهور وحتى بعد ان شفيت أختك كنت تذهب إليها وهى تخبرني عندما أحدثها عبر الهاتف انك كنت عندها وأسألها عن الأخرى هل كانت موجودة؟ تقول بكل عفوية بالصدفة أتى وهى هناك أو تأتى هي وأنت هناك وتكمل لا اعرف ما بهما انهما دائمي الأحاديث والنقاش وأحيانا كثيرة أمل من نقاشهما واذهب الى المطبخ لاعد لهما مشروب او اعد طعام أولادي واعود لاجدهما لم ينتهيا من حديثها وانا أصرخ من داخلي ولكن أكمل الحديث معها وتنتقل من موضوع لاخر الى آخر ولكنى لا اسمع فما يتردد بداخلي هو حديث زوجي والأخرى وكيف انه لا ينتهي وكيف أنها تتركهما بمفردها كيف كيف أسال عن أخت زوجها أليس هناك مشروع خطوبة فتقول بالفعل هناك شاب ليس به اى عيب قد تقدم لخطبتها أمس ونحن نسال عنه وسيسال عنه زوجي أخي لانه اخ لزميل له فقلت لها متحمسة ان زوجي لن يتأخر ولابد لها من الارتباط قبل ان يضيع العمر ويذبل عودها وفرحت بعض الشيء وقلت لعل الأمر ينتهي عند هذا الحد وتتزوج هي ويعود زوجي لى وان كان لم ينقصنا شئ ولكنها مشاعر الأنثى التى لا تخطئ رجلها حينما يفكر فى غيرها وبعد يومين عاد زوجي متجهم الوجه شارد الفكر بصورة لم اعهدها عليه فهو المرج الباسم فسألته من عن السبب قال أمور فى العمل فقلت ليس من عادتك ان تتكدر لأمور العمل فقد كنت تقول انك تنساها بمجرد خروجك منه فقال هذه المرة المشكلة اكبر منى فصمت ولكنى بحدثى اتصلت بأخته وعرفت إنها وزوجها اخبراه بأمر العريس وطلب منه السؤال عنه وقد سألتني أخته عن حاله فقد تغير أثناء وجوده لديهم واستأذن سريعا ولم تعرف لماذا؟ فقلت لها أمور فى العمل واستمر حال زوجي أسبوع على هذا الوضع واتصلت به أخته وزوجها للسؤال عن العريس وهو يتهرب من الرد ولكنه خرج فى يوم بعد عمل اتصال يبدو انه كان للأخرى ولم يكن يغنى كعادته عند الذهاب للقائها وانما شارد كما هو وعاد يومها اكثر حزنا واتصل بأخته بمجرد وصوله وقال لها الرجل ليس به عيب على بركة الله ونزلت منه دمعة عفوية كانت كالنار قى قلبي ولكن كعادتي ابتسمت فى هدوء وقلت له عقبال ابنك والمولود الجديد فقد كنت حامل فى البداية فابتسم ابتسامة باهتة ولم يرد وتوالت الأيام كئيبة وأنا أسال عن ميعاد الخطوبة وعلمت من أخته انه تم تحديد الميعاد وسألتها عن العروس وفرحتها فكان ردها إنها لا تعرف ما بهذه الفتاة فهي شاردة حزينة لا يجف دمعها وتقول كلام غريب وكأنها ذاهبة للموت وليس للزواج وكأنها فقدت الأمل فى الحياة او ودعتها وتأتى الى منزلنا كثيرا هذه الأيام ثم سألتني عن زوجي ولما لا يأتي من يوم من سؤاله عن العريس وقالت لى ابلغيه سلامي زوجي يتصل به في المساء
وبالفعل اتصل زوجها وسال عنه وطلب منه فى الذهاب الغد إليهم لامر هام ووافق زوجي الحزين وبالفعل ذهب فى اليوم التالي وتعمدت الذهاب بعده بقليل بحجة التهنئة للعروس وكان إحساس يقول ان سأجدها فى انتظاره وبالفعل وجدتها هناك وتصنعت الفرحة وان كان ليس تصنع كامل لأني بالفعل بداخلي شئ من الفرحة لأنها سترتبط بإنسان آخر وتترك زوجي وكانت بالفعل حزينة شاردة وكنت ارقب نظراتها لزوجي ونظراته إليها كانا يسترقا النظرات التي تحمل الشوق والحزن والاستسلام ولكنى لم أشأ ان اترك المكان وظللت أراقبها ومن لحظة لأخرى أنادى زوجي أحدثه فى اى شئ لاشعرها انه ملكي انا ومن حقي أنا وقد وصلت الرسالة فهي فتاة ذكية وبالفعل انسحبت من الجلسة وكان زوجي يراقبها كمن تنتزع روحه من داخله وأنا أكاد اصرخ فى وجهه ولكنى صمت واكتفيت بان اصطحبته معي أمامها عند خروجها وتعمدت القبض بكلتي يدي على ذراعه أثناء خروجنا من منزل أخته أمامها حتى أنهى اى أمل لديها فى انتزاعه منى ووصلت الى غرفتها وصفحتنا سريعا ودخلت الى غرفتها وعيني زوجي تلاحقها وانا وحدي التي تشعر وتلاحظ وعدنا وزوجي لمنزلنا وبعدها تمت خطوبة حبيبة زوجي ولم تقم حفل بناء على رغبتها واكتفت بلبس الدبلة فى هدوء وحضرنا أنا وزوجي وابنى وهنانى الجميع على الحمل الجديد أهناها على خطوبتها وقد حرصت على إظهار جمالي وكنت معظم الوقت أتأبط ذراع زوجي او امسكه بكلتي يدي كمن يقبض على يخشى هروبه وكم يخلو الأمر بالطبع من تبادل نظرات حزينة بينهما ولكن كنت أحاول بهدوء صرف نظره وحاولت لفت نظره الى خطيبها وقد كان شاب وسيم شيك يبدو الثراء عليه وعلى أسرته وتبدو سعادته بالعروس وهو مرح أيضا وحاول خلق جو منعش على الحفل البسيط وهى تفاعلت مع الموقف بخفتها المعتادة وحاولت إظهار سعادتها وكان لسان حالها يقول وما عيب خطيبي؟ وما الفائدة من حبيبي؟
وكان اخوة زميل زوجي فى العمل قد اعد لهما بعد الحفلة سهرة خاصة اصطحبهما إليها وذهبت العروس وخطيبها وعدنا الى منزلنا وكان هذا اليوم هو بداية نهاية شخصية زوجي السابقة المرحة العطوفة انه لا يسئ إلى ولكنه ليس هو أسال نفسي ماذا افعل لقد تعودت ان يخلق هو المواقف ان ينعش هو حياتنا ليس الذنب ذنبي اعلم إني امرأة هادئة الطبع أطيل الصمت حديثي بين نفسي وعقلي اكثر بكثير من حديث لمن حولي ماذا افعل لقد تعودت على هذا فأنا فتاة وحيدة لى أربعة من الاخوة رجال وكان أبى وأمي يعملان بالخارج ومازالا فلم يكن لى صديقات او قريبات تعودت الحديث إليهن وكانت أمي مشغولة دائما ولم تكن صديقتي فتعودت كتم أحزاني وأفراحي لم أجد من افصح له عما بداخلي من فرح والم وخوف وأحلام نشأت شخصيتي هكذا وكان زوجي يعتبر هذا رقة فى البداية ثم بدا يحاول تعليمي الإفصاح والحديث والمرح حاولت ولكن يبدو أنني استسلمت سريعا او ان الطبع يغلب على التطبع ولكن هل تعلم لم اعرف سواك ولم احب غيرك وقلبي يتألم لاجلك تصور انى أتمنى لو استمر حبك للأخرى على ان تعود كما كنت أحيانا أسال نفسي ماذا كان ضرري فقد كنت تعود الى البيت مرح تغرقني بحيويتك وتملا حياتي بها ليتني ما عرفت وبقيت إنني كما أنت تحاول خلق السعادة والأمل فى حياتنا وانا اهنا بها الآن لم تعد لم تخلقها وانا لم أتعود هذا ولا أستطيع الآن فعله ترى هل العقل مفيد فى كل الأحيان ربما أعادك الى عقلي ولكنه قتل أشياء كثيرة بداخلك كانت تسعدك وتسعدني.

هناك تعليق واحد: