الخميس، 10 أبريل 2008

لماذا ولكن؟!

بقلم: هناء عبد الهادي

تتعدد الجلسات وتتنوع الحوارات بين الشخصيات نساء ورجال متزوجين ومتزوجات تختلف عدد السنوات ولكن للحديث طابع خاص فتسمع أحد الطرفين يتكلم بطريقة تتعجب أحيانا كيف ان الحياة مستمرة بينه وبين الطرف الآخر ولكنها تستمر ولكن ما يؤلمني في تلك الأحاديث ليس شكوى الأطراف ولا المشاكل المعتادة التي تحدث غالبا بين البشر لاختلاف الطبائع والاحتكاكات اليومية ولكن المؤلم هو تلك التعبيرات التي لا يعرف صاحبها لها سبب وسأسرد لكم ما يقوله أحد الطرفين سواء الزوج او الزوجة ولا يختلف اى منهما فيها فهى مواقف تخص نفس بشرية ليس لها علاقة بجنس هذه النفس او دورها فى الحياة ولكن علاقته بطبيعة تلك النفس وسأكتبها على لسان الزوج والزوجة ولنبدأ بالرجل زوجتي انسانة جميلة شعلة نشاط فى المنزل مدبرة منظمة لا تتأخر فى أمر من أموري او أمور أولادها علاقتها ممتازة مع أهلي ويسرد كل ما يعتبره من حوله أنه رائع وتأتي بعد كل هذا كلمة تهدم معنى كل ما قال يتبع كل هذا ب و لكن ترى لما تهدم هذه الكلمة كل ما قال لأنه يتبعها بأنه ولكن لا يشعر بالسعادة هناك ما ينقصه ويجعل حياته بلا روح نادرة النشوى باهتة هناك نغمات بعد من روحه لم تجد ما يوقظها الى آخره مم ترثى لحاله وتتألم لشعوره هذا الذي يفسر بأنه عدم رضا ونأتي للزوجة وهى تقص كيف ان زوجها كريم الخلق والعطاء وليس لديها شكوى منه على الإطلاق او بالادق شكوى واضحة من حياتها معه ولكن لا تشعر بالسعادة ولا بالحيوية هناك ما يؤرقها بداخلها أوتار خام لم يعزف علها قط ولم تحركها يد وتنزل دموعها بهدوء واستسلام وبعد حديثها هذا تعيد بكل الم وندم على ما قالته وكأنها تسئ الى زوجها وتعتذر وتقول ليس به عيب ولكن ماذا أفعل فى نفسي الحديث مؤلم ولكن البذرة موجودة والأرض موجودة والنبع موجود فلما تكون الأرض(الحياة) بلا روح وحيوية وحياة لقد خلق الله سبحانه وتعالى بداخل كل منا رغبة للطرف الآخر فلما لا تترجمها الى تصرفات وكلمات لما لا نفجر نبع المشاعر بداخلنا ونحتفظ حتى فى لما لا ننمى ما بيننا ونحيطه بالعناية ليكتمل نموه وتدب الحيوية فى حياتنا وليكن كلامنا واضح لما لا نتصارح كل بما يدور فى نفسه للآخر ويسعى لاشراكه معه فيه ربما يجد كل طرف لدى الآخر ما لديه ولكن يفتقد وسيلة التعبير او لا يعرف مفتاح الفتح لما تنظر المرأة الى داخل زوجها وتكون الآذن المصغية لكي يصدر نغمات روحه الخاملة ستطرب هي بها وتزداد نشوتها بالحياة ولما لا يستغل الرجل كل قدراته التي وهبها الله له مع زوجته ليستخدم جميع أوتار قلبها ليصدر منها اجمل لحن وستكون الفائدة له لأنه العازف والسامع لما لا نلتقي لنلتقي وليس ليكون لكل منا عالمه الخاص بذاته بعيد عن شريك عمره لما لا يسال كل طرف شريك عمره عن أحلامه آماله آلامه ويسال بغرض الاقتراب والاشتراك والتفاعل وجعل الحياة أكثر حياة وزرع الأمل فى النفوس وخلق جو من السعادة الأسرية الجميلة هل تعرف عزيزي القارئ كيف يكون هذا انه بالقرب من الله عز وجل فلو كان مبدأنا فى كل ما نفعل هو ان نرضى الله فى كل أمورنا لو وهبنا الله الرضى عن حياتنا فاللهم رضنا بما ترضاه لنا واهدنا لما ترضى عنا فيه واعفوا عنا وبارك لنا .
اديبة مصرية لها اكثر من عشر اصدارات تتنوع ما بين النثرية والشعرية والقصصية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق