الأربعاء، 25 مارس 2009

احب فيك أنا



أحــب فيــك أنــا {
><><><>< ... عزيزي : ربما تتعجب علي رحيلي فجأة ـ ربما تراني غريبة أو متقلبة المزاج أو مستهترة أو ربما خائنة ـ ولكني لست كل هذا فأنا فقط عزيزي فتاة عرفتها وصادقتها وفهمتها إلي حد كبير وليتك لم تفعل لأنك بفهمك لي وشعورك بي جعلتني أقترب منك أحادثك ، أسمعك ، أحاورك ، أجادلك ، وأتفق معك كان لقاؤنا كله اتصال لا توجد لحظة ننفصل فيها حتى سكوتنا اتصال لأن بعده يعرف كل منا فيما كان يفكر الآخر ظن جميع من حولنا أن حب وربما أنا أيضاً ظننت هذا ولكن أنت لم تكن تظن بل كنت تحب تحبني ولا أنكر فقد ارتحت لهذا أو وهمني قلبي أنني أبادلك لم نتصارح ولكننا تصارحنا بتفاهمنا بلقائنا الروحاني السامي ـ ولكن ما حدث أنني عندما حضرت حفلة صديقنا لؤى منذ شهرين قد رأيت أخيها العائد من الخارج ولا أعرف ما حدث لي عندما رأيته لم أكف عن النظر إليه أو ملاحقته وهو كذلك وتكلمنا ولكن كان شعوري مختلفاً لقد شعرت ليس فقط بأنني أريد الحديث معه مثلما كان معك ولكن أريد الحياة معه وسألت عن كل شئ في حياته بينما لم أكن أسأل عن أخبارك السابقة ـ شعرت بالغيرة لأنه كان يحب قلبي وعرفت ما يجب وفعلته وما لا يحب وتركته تمنيت أن أزيل ما كان في قلبه وتبادلنا المكالمات التليفونية وكثرت زياراتي لصديقتي وكانت سعيدة لأن أخاها بدأ يخرج من مشكلته السابقة وكنت أسعد بكلامها وهكذا تطور الحديث بيننا حتى قال لي بعد شعوره بحبي الذي لم أخفيه ( لقد اقتحمته ) لقد قال لي إنه يحبني ويري أنني سأعوضه عما فأته وكم كانت سعادتي عندما طلب التقدم لخطبتي شعرت أن كل الدنيا ملك لي وتخيل أول من فكرت أن أخبره هو أنت ـ نعم فأنت الصديق الصادق ـ ربما تعجب من كلامي ولكني حقاً لم أخدعك ربما لشعورك بتغيري وإنشغالى وبعدي عنك أفصحت عما بقلبك وطبت يدي ربما لو أفصحت قبل شهرين كنت قد سعدت ولو أني لم أشقي بكتمانك ولكن الآن لا أستطيع وأنا التي أتيت إليك لأحكي لك عن مدي سعادتي ولكن لم أستطع الرد عليك واكتبه إليك الآن عزيزي ربما كنت صديقاً ربما أخا ربما ... ربما أحببتك يوماً ولكن لم احبك أنت أحببت ارتياحي لك ومعك لذا لا تسميه حب لك ولكن كنت احب فيك أنا . } رسـالــة أمـــي { ><><><>< ... تلك رسالة أمي إلي قالتها لي عند أزمة مرت بي جعلت توازني يختل وأفقد الثقة في كل الوجود إنها أزمة الو مرت بأقوى النساء ستنهار قوتها وتفقد الثقة في كل من حولها إلا في أمها فلأمي حكيت وأظهرت ضعفي وبكيت وكم حقاً في تلك الأيام تألمت فانتظرت أمي حتى هدأت ثورتي قليلاً وجفت دموعي وقالت لي : ... إبنتى أنا من أضعتك كما أضعت نفسي من قبل نعم فقد رأيتك منذ طفولتك صورة مني بنفس الضعف والسكينة والخوف وكانوا يقولون عنك رقيقة المشاعر وأصبحت فتاة بنفس الصفات وكنت أري خوفك في كل شئ في كلامك وخروجك في حياتك كلها ولكن حبيبتي فاقد الشئ لا يعطيه ـ ربما تعتبريني أفضل أم ربما تريني أما عاقلة ولكني أراني أما فاشلة ضعيفة فأنا من أورثتك الضعف والسكينة أنا من كانت تفضل الصمت علي حقها علي أن تتكلم وتغضب من حولها ـ حبيبتي طوال عمري وأنا أخاف عشت عمري كله أخاف من كل شئ أخاف من الموت ومن ضياع من أحب ومن ضياع الحب ذاته أخاف علي جمالي أخاف كنت أعيش في قلق دائم يا ابنتي وعندما تزوجت استمر معي الخوف وزاد عدد من أخاف عليهم وزاد قلقي فأصبحت أخاف علي والدك إذا سافر أو مرض وأخاف منه إذا غضب وأخاف عليك وعلي مرضك وحياتك وأنت طفله كنت أخاف إن خرجت كنت أصحبك كنت أجلس معك في الدرس وأطلب من مدرسنك الحضور ولا أتركك بمفردك كنت أخاف وأنت شابة ولا أدعك تذهبين في رحلات مع المدرسة أو الجامعة كنت ألزمك بالعودة بمجرد انتهاء المدرسة أو الجامعة في أسرع وقت ولا أسمح لك بالخروج مع زميلاتك وزاد خوفي بعد موت أبيك لأنه لم يعد لي غيرك أنت وأخوكى الذي أخاف عليه مثلك ولكنه رجل ولم يتأثر بخوفي مثلك وتزوج وتركني فأصبحت أنت كل ما لي وتركز خوفي عليك وحدك ـ حتى عندما تقدم من يخطبك خفت عليك من العنوسة فوافقت وخفت ألا يسعدك بعدما وافقت وهكذا كنت أبث خوف فيك حتى زرعته بك من طفولتك وأصبحت طفلة هادئة خائفة مثل أمك وشابة أيضاً هكذا وتزوجت وأنت هكذا ولهذا كنت خائفة في حياتك خائفة علي زوجك ولكن زاد علي خوفك غيرتك الناتجة من خوفك وعدم احتكاكك ولتغير ظروف الحياة واختلافها بيننا ومع زيادة شكك في زوجك أصبح حقيقة وخانك زوجك وعلمتى وخفتي أن تبوحي أو تدافعي عن حقك وخفت أنا أن اقف في وجهه وأصارحه وأهدم بيتك وزادت المشاكل ومل زوجك خوفك وشكك وضعفك فكانت نهاية حياتك معه بالطلاق وقال إنك إنسانة باردة حتى اعتراضك بارد هادئ ولكنه لم يدر إنك خائفة ـ لقد جنيت عليك يا ابنتي حطمت نفسي من قبل وقضيت علي سعادتي بخوفي وأنا الآن حطمتك بخوفي وخوفك الذي زرعته فيه ولكن تلك الصدمة أفاقتنى فكلامي هذا واعترافي لك دليل تخلصي أو بداية تخلصي من خوفي والآن يا ابنتي ( قالتها أمي بقوة لم أعهدها فيها ) قالت : لابد أن تفيقي فحظك أفضل من حظي وما أعطته الأيام لك أكثر فأنا جاء خوفي من أني أفقت في الحياة وجدتني يتيمة الأب ثم ماتت أمي فجأة وأنا طفلة فشعرت أن كل شئ في الحياة يمكن أن يضيع في لحظة وفقدت الأمان ورباني خالي ولا شئ يعوض عن حنان الأم والأب ولأني وحيدة أبوي فلم يكن لي جليس سوي نفسي مع مخاوفي وهواجسي وهكذا وتزوجت أبيكي صغيرة ولم أكمل تعليمي وفضلوا زواجي لإكمال رسالتهم وإنها مسؤليتهم وكان أبوك يحمل عني مسؤلية كل ما هو خارج البيت وأنا فقط في البيت يخرج إلي عمله وقضاء أمورنا وأنا وحدي في المنزل خائفة عليه وعليك وعلي أخوكي في كل أموركم حتى كبرتم ـ هذا أنا ولكن أنت يا ابنتي فتاة جامعية تعمل في وظيفة وجميلة ولك أصدقاء ولك أخ ولك أم ولك أهل لك أنت شخصيتك وتعليمك وكيانك فإن خان زوجك وذكر عيوبك فربما كان هذا ميلاد لك يا ابنتي ميلاد لا بنتي حنان الجديدة تعرف ما تريد وتقوي علي الوصول إليه بإرادتك وعملك ـ أترين يا ابنتي فلا بد أن تفيقي وربما تزوجت زوجك تقليديا بلا حب إذن فجرحك جرح كرامة ولا يزيد عليه جرح القلب في الحب إذن ستنالى الحب في يوم ولكن لا تخافي يا ابنتي كوني قوية أقوي مني ومن نفسك السابقة ولا تدعي تلك الأزمة تحطمك فهيا يا ابنتي لن يجفف دمعك سوى يدك ولن يداوى جرح قلبك سوى إرادتك ـ فكوني قوية القلب والإرادة تلك كانت رسالة أمي التي أفاقتني وكشفت ذاتي أمامي وكانت بمثابة طوق النجاة الذي رمي لي في بحر أحزاني وصدقتي كانت بداية لـ حنان جديدة قوية العزيمة ومطمئنة القلب حتى قابلت الحب وتزوجت علي وضوح وبأمان وعشت حياة مطمئنة مع زوجي ورزقني الله بطفل وطفلة أسميتها علي اسم أمي وفاء وكانت رسالة أمي رحمها الله لي بداية حياة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق