الأربعاء، 25 مارس 2009

شادي فيروز



شــادي فيــروز {
... كلما سمعت أغنية فيروز الجملية الحزينة الرقيقة ( أنا وشادي ) بكيت من قلبي حتى وإن كان بلا دموع فالحزن الصامت أقوي وقعا من الصراخ والعويل فكأن فيروز عندما تغني تذكرني بقصة صديقتي التي حكتها لي .
** لقد قالت : وكلها ألم وحزن أشعر أن هناك قلبا يستطيع تحمله أو تقديره إلا من كان في مثل صدمتها التي تعيش بداخلها منذ سنوات : في ذات يوم كنت ذاهبة إلي الجامعة قابلت شابا وألقي علي تحية الصباح فأجبته بابتسامة عادية ولم أعره اهتمام بل لم أتبين ملامح وجه وكنت أذهب إلي المكتبة لأعد بحث طلبه منا المعيد في السكشن فوجدته كل يوم يقابلني ويلقي علي التحية ولم ألا حظ شيئاً ولم أتبين حتى شكله ولم يشغلني الموضوع إطلاقاً حتى جاءت زميلة لنا وقالت لي ألا تعرفين محمد إنه يكبرنا بعامين في الكلية ألا ترين اهتمامه بك وملاحقته لك إنه يسكن في شارعكم في العمارة المجاورة للعمارة المقابلة لكم ويعرفك ـ ففسرت إلقاءه التحية علي أحيانا في الشارع وفسرت معرفته وإلقاء التحية علي وبالتالي جاءني تفسير كل شئ سابق ولكني أقسم بالله لم أكن أعرفه ربما لانتقالهم حدوثاً إلي شارعنا أو ربما لأني لا أتعمد النظر إلي بلكونات الجيران ـ المهم أني لم أكن أعرفه ولكن منذ تلك اللحظة التو أخبرتني فيها عزة زميلتي بهذا اـكلام وأنا لا أعرف ماذا حدث لي أصبحت أترقب تحيته وانتظرها وأتمناها أصبحت أبحث عنه ولو في جدوله وأتعمد الوقوف مع زميلاتي أمام المدرج الذي هو فيه حتى أراه في خروجه أصبحت أراقب شقتهم أتمني أن أرام في كل لحظة وبدأ يظهر علي الارتباك عند رؤيته وكأن الشاعر قد نظر إلي حينما قال " الحب تفضحه عيون " وبراءة خوفي مـ أن يعرف مشاعري هو أو أو إنسان ؠخر وكأن مشاعري جرم يعاقب عليه كنت أظهر الجفاء لم وكأنني أفتعل هذا ربما لخجلي ربما لرغبتي في إلحاحه أكثر واقتحامه لي أو ربما لخوفي من الناس والمجتمع وتقاليد العائلة ربما ... ربما ... ولكني في النهاية كنت أفعل هذا ـ ولكني قد أحببته ومهما تمر السنين ءشعر أنه لم يكن هناك حب في حياتي بتلقائية وبراءة ( أفلاطوني ) سوى حبه ـ فقد كنت ءنام مبكراً تعجلاً للصباة لكي ألقاه وكنت أحب الجامعة وأحرص علي كل يوم كنت أحب الشارع الذي يسير فيه أحب زملاءه أحب الأساتذة الذين يقف أو يجلس أمامهم أحب سماره وكل ما لونه أسمر من أجله أحب الألوان التي يرتديها أحب تسريحته وأحب كل تسريحة تشبهها ... أحبه ... أحبه .. وكنت كلما رأيته أنظر إليه من بعيد وأحملق وكنت النظرة تلقائية وتنطق بكل ما في قلبي من حب وتذكرني بأغنية عبد الحليم حافظ والتي يقول فيها " ونظرة من بعيد لبعيد تقول حبيت " حقا كانت نظرتي إليه تقول أحبك وكنت أشعر أن نظرته تقولها ـ ولكن الألسن لا تنطق ولا تبوح إلا بالاهتمام والسؤال الرقيق العفيف فقط منه والجفاء والكبرياء مني رغم أني أتمني وأحلم أني عندما أراه سأجري إليه وأنسي كل الدنيا وأرتمي في أحضانه أقول له أحبك بكل ما في لحب من معاني راقية سامية ـ ولكن لا أعرف لما كنت أحجم عن كل هذا وأبدله بالجفاء لا أعرف ربما أني كنت إنسانة معقدة ربما كان يخيفني كل هذا الحب وأخاف أن يراه أو يشعر به ربما ... ربما ... المهم أن هذا ما كان يحدث ـ ظللنا علي هذا الحال ربما لا تصدقين ولا يصدق أحد عامين وأسافر إلي أماكن وأعود وهو تخرج في العام الأول ولم أعد أراه إلا نادراً في الجامعة لأنه دخل الجيش ولكني كنت أتبع أخباره وأسمع من زملائه أنه يتبع أخباري وتستمر النظرة من بعيد واستمر في حبي وشوقي ووفائي حتى جاء يوم وتقدم لي زميل له لخطبتي وعلمت من زميله أنه كان قد أخبره عن حبه لي ورغبته في الارتباط بي وقد كان زميله واسمه علي قد أخبر أخي بطلبه ولكن أخي قال له قبل السنة الأخيرة في الجامعة حتى تكون الخطبة عاما واحدا ويتم الزواج بعد التخرج وقد التزم علي وحرص علي عدم أشغالي حتى أنجح وأتم دراستي كان إنساناً ممتازاً في كل شئ عاقلا رزينا غنيا ناجحا عكس محمد في بعض الأشياء محمد به حيوية الشباب وكله حياة ونشاط يشترك في معسكرات الجامعة والمسابقات الرياضية له شلة أو مجموعة لا ينجح بتفوق ولكنه ينجح ولكن علي كان متفوقاً وناجحاً ولكن أحب محمدا بكل عيوبه ولو كانت أكثر من أنه " طايش" علي حد تعبيرهم لما يحمل من تلك الصفات السالفة الذكر أحب سماره وشقاوته أحبه ولكنه لم يفصح وفهمت الآن لما يفصح لأنه من غير المعقول ألا يكون قد شعر بي برغم صدي وإظهار الجفاء أو البعد ولكن الحب لا بد أن يستشعره المحبوب وأنا علي ثقة أنه رسالة بين القلوب لا يلزمها لسان ليقولها أو يعبر عنها ولكنه ربما لم يفصح لعله برغبة علي في خطبتي وموافقة أخي علي ذلك ورؤية محمد أن علياً الأنسب مادياً وعائلياً و .... وبالتالي عاملني محمد علي أني مخطوبة ولكني رفضت علي بحجة أنني لن أفكر في الزواج إلا بعد إتمام دراستي ـ وتمنت أن أقابل أخته أو أي شخص قريب منه لأخبره أني رفضت عليا ولا أريده ولم أخطب له يوم من الأيام حتى يفهم محمد ويفحص ويقول لي كلمة تمنيتها شهور وليالي وحلمت بها ولكني لم أقابل أحداً وفي يوم كانت في زيارتي زميلتي التي أخبرتني عن اهتمام محمد بي وكانت صديقة أخته وقالت أن محمدا مريضاً منذ يومين مصاب بسخونة وعاد من الجيش مريضاً وأن أمه تسأل عني وعن أخبار وخطوبتي وأنها أخبرتها أنني رفضت العريس فسعدت بذلك وحلمت أن يأتي محمد ويقول لي ما تمنيت أن أذهب وأطمئن عليه ولكن شئاً ما كان يقبض صدري لا أعرف ما هو ؟ لا أعرف ؟ ! فقط أشعر أني مقبوضة انظر من البلكونة لعلي أري منزلهم أو أراه ربما يقف في البلكونة ربما ينزل إلي الشارع ليته يفعل وفي هذا اليوم لم أنم ليلتي و الخوف لا أعرف لما يتملكني و أقسم بالله لم أكن في حياتي بهذه الشفافية في عمري كله حتى الآن ولا أتمني أن أكونها بعد هذا وقضيت ليلتي بين خوف ورجاء خوف لا أعرف سببه ورجاء أن يعرف محمد أني له ويعترف لي ولكن خوفي غالبني وفي الصباح وطوال يومي كنت أشعر أن الحياة كئيبة حزينة وأجمة ولم أعرف لماذا ظلت علي هذه الحالة حتى بدأت الشمس في الغروب وكنت أشعر بشجن عند الغروب ولكن في هذا اليوم شعرت بخوف ورهبة وكنت في كل لحظة وأخري أخرج إلي البلكونة انظر واستمع وكأني انتظر شيئاً ولكنه بالفعل ليس سعيداً فتوتري الغامض أشعرني أن هناك مجهولا رهيبا سيأتي وبالفعل أثناء وقوفي في البلكونة انظر يميني إذا بصرخة سلا أنسي وقعها ما حييت صرخة دوت في الدنيا بأكملها إنها صرخة أم محمد لقدم م م أ ت محمد ماتت دنيتى وضاع عمري وتحطم فلبي ولم أبال بأحد ولم أشعر بمن حولي ظلت أصرخ دون توقف وظلت علي هذا الحال ربما شهرا ربما أكثر لم يعد وقتئذ الوقت له أي قيمة والمهم حتى بعد أن جفت دموعي الظاهرة لم يجف نزيف قلبي ـ لم يقف صراخي بداخلي لم ينته ندائي علي محمد تميت الموت لم آكل كنت أسير في الظلام وأبكي لعل روحه تأتيني كنت أتمني أن أراه أن أعترف له أني أحبه ولم أحب غيره ولم أكن أعرف ما هو الحب إلا عندما أحببته ..... أحببته بكل ما فيه من عيوب و مميزات ولكنه لا يسمعني اكتشفت بعده أنني كنت أحيا به أتنفس أسير كل شئ في حياتي كأن به ربما لا يصدق أحد ولكن سيصدقني من أحب ويعرف معني الحب ومعني أن تعيش بمن تحب ـ تلك هي قصتي وقد مرت السنين وقد تزوجت عليا وكان نعم الإنسان وأنجبت أطفالاً ومات أبي وماتت أمي ولم أحزن عليهما مثلما حزنت علي محمد فهو حزن عمري وألم حياتي وكلما مرت السنين وأنا أكبر أتذكر فيروز عندما تقول ( وأنا صرت بكبر وشادي بعد صغير عم يلعب علي التل ) فما زال محمد في حياتي الشاب النشيط الرياضي الذي قابلته في المكتبة وأتمني أن أذهب وأبحث عنه هناك ربما أجده أو أجد طيفه ربما ـ لا تنظري إلي علي أن خائنة له فأنا وفيه أحب زوجي وأحترمه وأحب أولادي وحياتي مستقرة ولكن هذا ما حدث لي ولا أستطيع نسيانه رغم مرور السنين وما زلت أقر أله الفاتحة وأتذكر ذكراه في كل عام وما زال في نظري شادياً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق